الذكرى الحادية عشرة

أحيت مؤسسة ياسر عرفات، الذكرى السنوية الحادية عشرة لاستشهاد الرئيس ياسر عرفات في حفل ثقافي، نظمته مساء الثلاثاء 10/11/2015، في قصر رام الله الثقافي. بحضور رئيس الوزراء د.رام الحمد لله، والطيب عبد الرحيم ممثلاً عن الرئيس، وأعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وأعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري لحركة فتح، وعدد من الدبلوماسيين الأجانب والعرب، وحشد جماهيري.
ونقل د. ناصر القدوة رئيس مجلس إدارة مؤسسة ياسر عرفات، تحيات السيد الرئيس محمود عباس، ورئيس مجلس أمنائها السيد عمرو موسى وبإسم أعضاء مجلس الأمناء ومجلس الإدارة.
وبدأ كلمته بالترحم على الشهداء، شهداءنا القادة وفي مقدمتهم ياسر عرفات، وشهداءنا الشباب وآخرهم شهداء الهبة الشعبية المستمرة.
ونترحم على شهداء الهبة ونشد على أيدي جرحاها وأسراها. شهداء وجرحى وأسرى جيلنا الجديد، أبناؤنا، أبناء ياسر عرفات، الذين انتفضوا رفضاً للواقع البغيض الذي تفرضه علينا قوة الاحتلال ومستعمريها، والمُصرون على مواجهة هذا الواقع وتغييره، والمستعدون لتقديم التضحيات من أجل ذلك.
وقال: "على القوى المنظمة هنا أن تمتنع عن محاولة ركوب هذه الهبة- الانتفاضة ودفعها بإتجاه أو بآخر، سواء دفعها بإتجاه ضار نحو العسكرة والعمل المسلح، أو تجاه وقف الظاهرة أو إحباطها.
في نفس الوقت علينا تعزيز المواجهة السياسية مع اسرائيل وممارساتها القمعية البشعة ضد شباب الهبة وعموم أهلنا، خاصة في المناطق الأكثر سخونة ، في قدسنا الشرقية وفي خليل الرحمن.
يجب الدفاع عن شبابنا ضد هذه الممارسات، ضد الإعدامات الميدانية، ضد مصادرة جثامين الشهداء وهدم بيوتهم، والزج براشقي الحجارة في السجون بأحكام طويلة، ضد تمزيق النسيج السكاني والاجتماعي، وتهديد المكانة القانونية لقطاعات من شعبنا، ضد محاولة خلق واقع جديد أو المحافظة على ما ابتدعوه منذ العام 2000 في الحرم الشريف والأقصى المبارك.
علينا مواجهة العنصرية الاسرائيلية المتزايدة، ومواجهة المستعمرين الذين ينفي وجودهم وجودنا الوطني.
ثم يجب اعتماد استراتيجية سياسية جديدة وجادة. مقبولة من شعبنا ومن شبابنا، ومفهومة من العالم المحيط بنا. استراتيجية نضالية تمكننا من مواجهة الأخطار الكبرى المحيطة بنا والمحافظة على حقوقنا الوطنية وانجاز هذه الحقوق. هكذا نخدم الهبة ونلتقي معها، وهكذا نذهب بنضالنا الوطني حتى تحقيق أهدافه.
ما العمل إذاً؟ علمنا ياسر عرفات إعتماد الواقعية الثورية. علمنا التعامل مع الواقع، مع الثورة عليه والاصرار على تغييره.
هكذا، يجب علينا أولاً إعلاء شأن هدفنا الوطني المركزي: تحقيق الاستقلال الوطني وممارسة السيادة في دولة فلسطين على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، والتمسك بهذا الهدف بحزم وبلا تردد، ودون الإنزلاق نحو الدويلات المؤقتة أو غيرها وكذلك دون الإنزلاق لغيبية ما يسمى بالدولة الواحدة.
ويجب علينا ثانياً على المستوى الداخلي أن نبقي السلطة الوطنية الفلسطينية مع إعادة تركيبها لتصبح سلطة في خدمة الشعب، يقتصر دورها على تقديم الخدمات له، مع إعادة صياغة علاقة السلطة بمنظمة التحرير الفلسطينية وإعادة المهام السياسية للمنظمة.
ويواكب هذا، العمل على استعادة الوحدة، جغرافياً وسياسياً، على قاعدة مقاربة شاملة تحقق عودة قطاع غزة كجزء لا يتجزأ من الوطن وتعيد صياغة النظام السياسي، على أساس الشراكة الكاملة بين فتح وحماس وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية الأخرى.
ويجب علينا ثالثاً في مجال العملية السياسية ومواجهة اسرائيل اعتماد برنامج نضالي جاد ذو ركيزتين: الأولى إنهاء العملية السياسية القائمة وعدم العودة اليها، وبالمقابل الاصرار على عملية سياسية جديدة يضع المجتمع الدولي، ممثلاً بمجلس الأمن، أساساً واضحاً لها ويتابع عملها ويمارس مسؤولياته تجاهها بما يحدد الهدف، وينهي الإستفراد الإسرائيلي بنا، وينهي إستفراد أية جهة دولية بهذه العملية.
والركيزة الثانية هي المجابهة الشاملة مع الاستعمار الاستيطاني لبلادنا فلسطين، بتعبئة شعبنا ضد المستعمرين والمستعمرات وكل نتائجها، وبالدفاع عن أنفسنا ضدها، وبإستخدام الأدوات القانونية الدولية المتاحة، وهي أدوات عظيمة كفيلة بإيجاد منظومة عقوبات إقليمية ودولية ضد هذا الاستعمار الاستيطاني الوحيد في عالمنا المعاصر والذي يشكل جريمة حرب متعاظمة يدينها المجتمع الدولي بأسره.
إشارة سريعة، مرة أخرى، لإغتيال ياسر عرفات من قبل اسرائيل بإستخدام سم البولونيوم. ودعوة مجددة لإنهاء الجدل العقيم والذي يحيط بمواقف أطراف خارجية، بالرغم من تقديرنا لصدقية الطرف السويسري في هذا المجال والذي أكد حقيقة ما حدث.
الموضوع كان وسيبقى تحميل اسرائيل المسؤولية والمطالبة الجادة بمعاقبة مرتكبي الجريمة.
أخيراً.. متحف ياسر عرفات، جوهرة التاج في عمل مؤسسة ياسر عرفات. فشلنا مرة أخرى في تحقيق وعدنا لكم، بعد أن انتهت الأعمال الانشائية العام الماضي، بإفتتاح المتحف قبل هذه الذكرى الحادية عشرة. هناك أسباب لذلك وهي أسباب قوية. لكن، وبغض النظر عن كل ذلك، لا يوجد عذر، ونحن نتحمل المسؤولية كاملة عن هذا الفشل ، ونقبل حكمكم علينا. ما نقوله لكم الآن هو أن متحف ياسر عرفات، متحف الذاكرة الوطنية الفلسطينية المعاصرة، سوف يبدأ العمل قبل الصيف القادم، أي قبل شهر يونيو. أرجو أن يسهم هذا ولو جزئياً في العفو عنا.
وأضاف القدوة، بأن أحد الأخوة كتب، "ياسر عرفات ممنوع من دخول غزة". تعليقاً على تكرار موقف حكام الأمر الواقع بمنع مهرجانٍ جماهيريٍ لإحياء ذكراه. أنا أقول إن عرفات في قلب غزة، في قلب كل غزي و غزية مهما حاول هؤلاء، لكننا نقول: نريد مسلكاً وطنياً يمكننا من أن نمضي في مسار الحوار واستعادة الوحدة ومسار تحقيق أهدافنا الوطنية. في هذا المجال يأتي تسليم بيت ياسر عرفات في غزة للمؤسسة والذي يحدث اليوم كخطوة في الإتجاه الصحيح.