الذكرى السنوية الخامسة عشرة

أحيت مؤسسة ياسر عرفات الذكرى السنوية الخامسة عشرة لاستشهاد القائد المؤسس ياسر عرفات، في قصر رام الله الثقافي، مساء اليوم الأحد 10/11/2019، منحت جائزة ياسر عرفات للإنجاز 2019  لكل من جامعة الاستقلال ومركز المعمار الشعبي الفلسطيني "رواق".
جاء ذلك، بحضور رئيس الوزراء د. محمد اشتية، وأعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، واللجنة المركزية لحركة فتح، ووزراء، وسفراء دول عربية وأجنبية، وحشد شعبي وجماهيري.
وقال د.ناصر القدوة رئيس مجلس إدارة مؤسسة ياسر عرفات في كلمته، نلتقي في هذه المناسبة الوطنية لنؤكد "وفاءُنا لياسر عرفات، وإلتزامنا بما خطه لنا، ولنشحذ الهمم استلهاماً من تجربته لمواجهة الصعوبات الكبرى التي تحيق بنا".
في ذكرى الرحيل نستذكر اغتيال إسرائيل للرئيس المنتخب الأول للشعب الفلسطيني ونحاول استخلاص العبر، ولأن الحاضر والمستقبل الفلسطيني مُقلق بسبب موقف الإدارة الأميركية الحالية، وانتشار الشعبوية اليمينية ببعض بلدان العالم، والتطرف اليميني والأصولي الديني إلى حد العنصرية في اسرائيل.
وتابع القدوة، إن التيار الشعبوي اليميني بدأ بالتراجع في بعض البلدان، وتراجعت بعض النظريات أيضاً كإمكانية التلاقي العربي الإسرائيلي ضد خطر مركزي مفترض مع تجاوز القضية الفلسطينية. 
وأرجع القدوة المشكلة في عدم بناء خطوط دفاعية في المرحلة السابقة، وعدم الاستعداد إلى التقدم للأمام حالياً، مؤكداً على صعوبة الوضع الفلسطيني وهي الخطوة الأولى لتجاوز الصعوبة وبناء واقع أفضل.
وأوضح القدوة بأن الصعوبة يمكن جمعها في إشكاليات ثلاث: في البنية والإستراتيجية السياسية وبناء الإنسان.
وشدد القدوة على أهمية تشكيل موقف جمعي لمعالجة الإشكاليات الثلاث، وأن الجميع يتحمل المسؤولية، مشيراً إلى أن هناك حلول لإشكالياتنا وتم اقتراح بعضها سابقاً.
ومن جهة أخرى قدم القدوة مُلخص عن عمل المؤسسة ومهمتها في الحفاظ على إرث عرفات ونقله للأجيال القادمة، والاعتناء بأرشيفه ومقتنياته، والبرامج المتمثلة بجائزة ياسر عرفات للإنجاز، ومسابقة المعرفة الوطنية، ومخيمات ياسر عرفات.
هذا بالإضافة إلى الندوات واللقاءات التي تُنظمها المؤسسة، مثل ملتقى الحوار السنوي في القاهرة، المجلة الفصلية في عصر غياب القراءة، ومجلة أوراق فلسطينية، مشيراً إلى إطلاق المؤسسة قريباً لبرنامج حاسوب حول أملاك لاجئي فلسطين. أن المتحف يُكريس الثقافة الوطنية التعبوية وتقديم الرواية الفلسطينية، وأن المتحف يقوم بإضافة عدة لغات هي: الفرنسية والاسبانية والروسية والصينية والألمانية على أجهزة الاستماع الخاصة بأفلام الفيديو، إلى جانب العربية والانجليزية اللغتين الأساسيتين للمتحف، كما أنه سيطلق جولة افتراضية جديدة وحديثة تُمكن زوار الموقع من معايشة تجربة أقرب إلى الحقيقة فيما يتعلق بالمتحف.
من جهته أكد د. محمد اشتية رئيس الوزراء، ياسر عرفات وإخوانه في قيادة حركة فتح، رسموا الطريق من رماد النكبة، وساروا على جمر الثورة، وحولوا القضية الفلسطينية من قضية لاجئين الى قضية شعب له حقوق وطنية وسياسية وتقرير مصير وإلى الدولة، دولة فلسطين، وعاصمتها القدس.
وأضاف اشتية إن حركةَ فتح وحكومتها في حالة تصدٍ وصمودٍ وبناء، مع شركاءنا نقودُ الكفاحَ ضدَ المشروع الاستعماري الصهيوني ومواجهة سياسته، وتناضل من أجل إنهاء الاحتلال وانتزاع الحق بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة المبنية على المعايير الدولية والقيم الإنسانية.
وتابع إن فتح أقامت الديمقراطية في غابةٍ من البنادق، تحتكمُ اليوم إلى الشعب من خلال ما طرحه الرئيس أبو مازن بأن المدخلَ لإنهاء الانقسام هو الديمقراطية الانتخابية والتوجه نحو إجراء الانتخابات ووقف الجدل العبثيّ الذي لم يوصلنا إلى هدف إنهاء الانقسام. يتم تجسيدُ المدرسةَ الوطنية الفلسطينية تحت مظلةِ منظمة التحرير الفلسطينية والتي كان أبو عمار يسميها محقا (ديمقراطية غابة البنادق).
وأضاف اشتية أنه في ظل انسداد الأفق السياسي، فإن استراتيجية الانفكاك المتدرج اقتصاديا وخدماتيا يمهدُ الطريقَ ليكونَ الاقتصادُ رافعةً للسياسة ويُبقي روحَ الاشتباك مع الاحتلال حيّة، وبما يوجب أن يرافق ذلك من مقاومه شعبية، وتدفيع الاحتلال ثمنَ جرائمه الى أن يندحر.
أما صفقة القرن التي تساقط عناصرُ مؤلفيها، باستقالة غرينبلات، فلم تجد الولايات المتحدة شريكا لها فيها، لا في أوروبا ولا عند العرب، ولا في فلسطين. وإن كنا لا نعرف محتواها حتى هذه اللحظة، فإننا نعرف ما ليس فيها: ليس فيها القدس، وإزالة المستعمرات، ولا حق العودة للاجئين، ولا دولة على حدود 1967. وعليه، فإن صفقة القرن التي تأجل اعلانُها العديد من المرات، تعبّرُ عن فشلٍ في إحلال السلام بعد أن قدمت الإدارة لإسرائيل كل ما يريده نتنياهو: القدس، حرب على الانروا، إغلاق مكتب فلسطين في وشنطن، تجفيف المصادر المالية للسلطة وغيرها. كل هذا أعطي سلفةً سياسيةً لنتنياهو دونَ أن يدفعَ أي ثمنٍ.
إن العالمَ، والأوروبي والعربي خاصة، مُطالبون بالتحضير لمرحلة ما بعدَ فشلِ صفقةِ القرن، على أرضيةِ القانون الدولي والشرعية الدولية وفي اطار مؤتمرٍ دوليٍّ بعد أن أخفقت المفاوضات الثنائية في إنهاء الاحتلال.
وعرضت المؤسسة بعد ذلك فيلماً وثائقياً قصيراً من انتاجها بعنوان جرائم، عن الجرائم الإسرائيلية المرتكبة باستمرار ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة.
وقدم الفنانان عامر حليحل وحبيب شحادة عرضاً إدائياً بعنوان "كم كنت وحدك" مستوحى من شعر محمود درويش وأحمد دحبور، وموسيقى.
من جهته، قال د.نبيل قسيس رئيس لجنة الجائزة عضو مجلس إدارة مؤسسة ياسر عرفات، إن لجنة الجائزة تلقت عشرات الترشيحات، التي درستها بعناية وفق نظام منح الجائزة، وتمنت حظاً جيداً للذين تقدموا ولم يحالفهم الحظ بالفوز.
وأعلن د.نبيل، عن فوز كل من مركز المعمار الشعبي "رواق"، وجامعة الاستقلال بجائزة ياسر عرفات للانجاز للعام 2019.
وقام اشتية والقدوة وقسيس بتسليم الجائزة إلى د.خلدون بشارة المدير التنفيذي لمركز رواق وإلى اللواء توفيق الطيراوي رئيس مجلس أمناء جامعة الاستقلال، وألقى كل منهما كلمة قصيرة بمناسبة الفوز بالجائزة.
واختتمت فرقة الكمنجاتي الحفل بأداء أغاني وطنية اختارتها لهذه المناسبة.
وكان الحفل قدأ بدأ الساعة السادسة مساء أمس بالنشيد الوطني الفلسطيني، وآيات من القرآن الكريم رتلها الشيخ فراس قزاز، وتولت الإعلامية كوثر الزين عرافة الحفل.
يذكر أن جائزة ياسر عرفات للانجاز، جائزة سنوية تمنحها مؤسسة ياسر عرفات سنوياً منذ تأسيسها في العام 2007، وتتضمن الجائزة مجمساً خاصة وشهادة براءة الجائزة ومبلغاً مالياً وهو خمسة وعشرين ألف دولار أميركي.