مؤسسة ياسر عرفات تحيي ذكرى ميلاد أبو يوسف النجار

2025-05-21

أحيت مؤسسة ياسر عرفات، اليوم الأربعاء 2025/05/21، ذكرى ميلاد القائد الوطني الكبير أبو يوسف النجار، في قاعة المنتدى بمتحف ياسر عرفات.

وبدأت الفعالية بالنشيد الوطني الفلسطيني، والوقوف دقيقة صمت وقراءة الفاتحة على روح الرئيس الراحل ياسر عرفات والراحل المناضل أبو يوسف، وجميع شهداء فلسطين.

ورحب د. أحمد صبح رئيس مجلس إدارة مؤسسة ياسر عرفات بالحضور، قائلاً: نحيي اليوم ميلاد محمد يوسف النجار (أبو يوسف) في ندوة خاصة ضمن برنامج "في الذاكرة الوطنية-رفاق الدرب"، الذي نسلط الضوء فيه على رموز وقادة من المؤسسين ورفاق درب الرئيس الراحل ياسر عرفات.

وأضاف، من قاعة المنتدى وبالقرب من ضريح الرئيس المؤسس ومن خندقه الأخير تقوم المؤسسة بإحياء ذكرى أحد أهم رجالات الثورة والقضية الفلسطينية المؤسسين أبو يوسف النجار، الفلسطيني المُهجر من قرية يبنا قضاء الرملة إلى مخيم رفح في غزة.

وتوقف صبح أمام 593  يوماً من الإبادة الجماعية التي يتعرض لها شعبنا في قطاع غزة، وعدوان احلالي شامل يحاول إنهاء القضية الفلسطينية وفرض الاحتلال والاستيطان الإستعماري، منوهاً لأهمية الصمود والوحدة في مواجهة هذا الإجرام الهمجي.

وقال صبح: "عندما نتحدث عن أبو يوسف نتحدث عن حياة مُفعمة بالكثير بالأحداث رغم أنه أستشهد ولم يكمل 42 عاماً".

وأشار صبح إلى أن هناك نظام مُعين تتبعه المؤسسة في إحياء ذكرى رفاق الدرب من طباعة سيرة ذاتية، وإقامة معرض صور، وإنتاج فيلم وثائقي عن سيرة ومسيرة رفيق الدرب، ولكن في حالة أبو يوسف النجار لم تتوفر مادة كاملة عنه معللاً ذلك إلى أنه لم يكن في بداية السبعينيات أرشيفاً مقبولاً لإعداد فيلم ومعرض صور عنه.

وأكد د. صبح إن مؤسسة ياسر عرفات أخذت قراراً بإحياء ذكرى الشهداء الأوائل رغم شُح المواد الصورية، كي نحفظهم من النسيان وحالياً يوجد جيل شاب جديد لا يعرف الشهداء الأوائل. 

وتابع إن الراحل أبو يوسف من قرية يبنا المهجرة وهي من القرى الكبيرة التي احتلت عام 1948، مشيراً إلى أن أبو يوسف درس في مدارسها في الصفوف الأولى وأكمل تعليمه بمدارس مدينة يافا، وعاد ليعمل مدرساً في مدارس قريته.

واستعرض صبح حياة أبو يوسف كقائد مؤسس وأول قائد عام لقوات العاصفة، ومن كان في الصف الأول من العمل الوطني: عضواً في اللجنة التنفيذية لــــ م ت ف مع أبي عمار 1969، ومسؤولاً عن الشؤون الفلسطينية في لبنان، ورئيساً للدائرة السياسية للمنظمة، ومسؤولاً لجهاز الأمن والمعلومات لحركة فتح. 

كما توقف د. صبح عن دور المرحومة أم يوسف التي استشهدت وهي تدافع عن زوجها وقت اغتياله. والترحمّ أيضاً على روح الكمالين: كمال عدوان وكمال ناصر اللذان استشهدا في عملية الاغتيال في فردان بتاريخ 10/04/1973.

وبالنيابة عن عائلة الشهيد محمد يوسف النجار والشهيدة رسمية أبو الخير ألقت كلمة العائلة ابنتهما الكبرى السيدة حكمت النجار، وقالت: "بدأ فتانا الثائر منذ الصغر وقبل أن يتم سن العاشرة، إذ كان يجالس رجال قريتنا يبنا قضاء مدينة الرملة ويسمع منهم ما تقوم به عصابات اليهود، ليبدأ الشحن الثوري لشخصيته ويبدأ بالمشاركة في سن الــخامسة عشرة مع الثوار في مواجهة عصابات المستعمرين اليهود والإنجليز.

وأضافت السيدة حكمت، بأن مسيرة الوالد بدأ فيها مناضلاً وأنهاها بأسمى الدرجات شهيداً على طريق الحرية، مشيرة إلى أن آخر ثلاثة سنوات من عمره شعر بها بأن هناك ما يُحاك ضد الثورة الفلسطينية إذ كان اغتياله مقدمة لتفجير الوضع في لبنان.

وقالت: "ذات مرة سمعته يقول لوالدتي أتمنى الموت على أرض فلسطين المسلوبة عام 1948"، ولكن رصاصات الغدر أوقعته شهيداً في العاصمة اللبنانية بيروت.

واستعرضت ابنته بعض الصفات لوالدها إذ قالت: "لا نهاية للحديث عن الثائر ولكن للأب حق علينا، ورغم ما كان معروف عنه أنه شديد إلا الحنان يتمثل به، والاهتمام بعائلته الصغيرة أبرز ما يتمتع به، وكان يعطينا الكثير من الدفء الأبوي"، وكان يوازن بين الشدة واللين.

وتابعت أما عن كونه زوجاً، يتمثل ذلك حين وقفت أمي بينه وبين رصاصات الغدر التي أطلقها مسلحين عليه ولم تتردد للحظة في الوقوف بينه وبينهم فسقطت على الأرض قبله تسابقه إلى جنات النعيم، وما ذلك إلا دليل على الحب الكبير.

مشيرة إلى ما قالته جدتها عن والدها: "أن محمد طلب الشهادة قبل أيام من موعد استشهاده".

وفي نهاية كلمتها المسجلة قالت: "رحم من أنار لنا الدرب ورسم لنا خارطة الوطن وعمل مع كل مُحبٍ لفلسطين، ووقف صلباً أمام كل من تطاول على شعبنا وخاصة في مخيمات الصمود"، مؤكدة أنها ستبقى على عهد والديها رغم طول الطريق وصعوبته لأن فقدان الهوية أصعب.