محمود عباس "ابو مازن"

2015-12-09


ياسر عرفات  ... القائد الشجاع العظيم 
  
  
 بسم الله الرحمن الرحيم
 "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبة ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا" صدق الله العظيم
  
 "أتحدث إليكم اليوم في مناسبة تعجز فيها الكلمات وتنوء تحت ثقلها القلوب والعقول، وتسعى النفوس جاهدة لتحمل القضاء والقدر. أتحدث إليكم ومن خلالكم إلى شعبنا العظيم الصامد الصابر في جميع أماكن تواجده، عن رفيق درب طوى فيه الزمن من سنين العمر ما يزيد الأربعين، كان الحلم على امتدادها يسكنه ويتحول إلى جرعة أمل مع كل عثرة تقف في درب نضالنا وكفاحنا الطويل.
 
 كان الوطن عنده برعم طفولته وتصميم شباب وحكمة شيخوخة وشعوراً سامياً بالثبات والاتماء والتصميم، كان الوطن في وجدانه أنشودة ألية يحلم بها، يعيش معها، تعيش معه، وفي مساماته، ينام بها وعليها يصحو.
 كان سعيه لتحقيق الحلم همه وانشغاله في الليل والنهار، لا مكان معه للصحة أو للراحة ولا وقت للتسلية والترويح، فهو الأولوية وليس هناك ما يتقدم عليه أو ينازعه المكانة ما بلغ.
 
 بحنكته تخطينا الكثير الكثير من الصعاب، وبشجاعته كان يُقدم حيث يرى الإقدام عزماً، ويحجم حين يرى الأحجام حزماً، ففي المخاطر العظيمة تظهر الشجاعة العظيمة.
 
 كان المعتدل المناور، الشديد، المتفائل، لقناعته أن التشاؤم لم يربح معه معركة أبداً، إنه رفيق الدرب الرئيس الرمز القائد الشهيد ياسر عرفات.
 
 واليوم نعاهدك يا سيادة الرئيس أن نكون على قلب رجل واحد، حيث علمتنا أن اجتماع القلوب يخفف المحن، نعاهدك بأن نبقى أوفياء للمسيرة التي بدأناها سوياً وكنت قائدها ومنارتها.
 
 نعاهدك أننا على العهد باقون، وبثوابتنا متمسكون، وعلى طريقك سائرون، لتحقيق الحلم الذي عاش معك وقدت به شعبك لتحقيق أهدافنا العادلة وأمانينا الراسخة التي كرست حياتك من أجلها للوصول إلى الدولة الفلسطينية المستقلة التي كفلتها لنا الشرعية الدولية، وعاصمتها القدس الشريف التي عاشت في وجدانك وكنت دائماً تراها قريبة.
 
 نعاهدك أن لا يهدأ لنا بال حتى يتم تطبيق حق العودة لشعبنا، وإنهاء  مأساته في اللجوء. وكما كنت تقول: "العهد هو العهد، والقسم  هو القسم، وإننا على دربك سائرون."
 رحم الله رفاق الدرب الشهداء والشهداء جميعاً.
 
 "يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي" صدق الله العظيم.
  
  
 *رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية
 كلمة القيت في جلسة المجلس التشريعي المخصصة لتابين الرئيس الراحل ياسر عرفات يوم 23/11/2004