سمير غوشه

2015-12-02


كانت فلسطين شغله الشاغل 
بقلم:  *سمير غوشه


من الصعب إن لم يكن من المستحيل كتابة بضع سطور أو صفحات عن قائد تاريخي و رمز لشعب مناضل، فقد امتلكت القضية الفلسطينية مشاعر و حواس و حياة الأخ ياسر عرفات، ووصلت إلى حدود التماهي فكانت شغله الشاغل و فكره و آماله و أحلامه، يعمل ليل نهار و اخلص لقضيته بشكل منقطع النظير، و كان جهده و اندفاعه في متابعة دقيقة لمختلف النشاطات العسكرية و السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية.

عرفات كان من القادة القلائل الذي شهدهم العالم الذي كان يزداد بأسا و حنكة و شجاعة أثناء المحن و الأزمات، ففي أثناء الاجتياح الإسرائيلي لبيروت عام 1982 و عشرات الأطنان و المتفجرات و القذائف تلاحقه من مكان إلى مكان رفض الخنوع و الإنذارات و اتخذ القرارات المناسبة .

و أثناء حصاره في غرفة صغيرة في المقاطعة و على هدير صوت الدبابات و الجرافات كان قراره واضحا لا استسلام وصيحة شهيدا شهيدا شهيدا .

و حين نذكر مزايا ياسر عرفات يجب أن لا ننسى أن له مزاياه الإنسانية فقد كان قريبا من كل الناس، و كل فرد يشعر أن هناك صلة خاصة تربطه  بابي عمار، الطفل و المريض و المحتاج، عائلات الأسرى و الجرحى و الشهداء.

عامان على استشهاد ياسر عرفات من أصعب السنين على الشعب الفلسطيني فقد ازدادت الهجمة الإسرائيلية شراسة ووحشية، وغرقت الساحة الداخلية في إشكالات باتت تهدد كل ما أنجزه النضال الفلسطيني من حضور سياسي و اعتراف دولي و تكاد القضية الفلسطينية أن تصبح قضية إنسانية و بدل أن نناقش مسائل السيادة أصبحنا نستجدي لقمة العيش .

وفاؤنا للشهيد الرمز أبو عمار يكون في استمرارنا في النضال لتحقيق أهداف شعبنا في العودة و الحرية و الاستقلال و إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وكما كان يردد دوما حتى يرفع شبل فلسطيني أو زهرة فلسطينية علم فلسطين فوق مآذن القدس وكنائس القدس.

*عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية،الامين العام لجبهة النضال الشعبي  
 كلمة نشرتها  المؤسسة الفسطينية للاعلام في الذكرى الثانية لرحيل الرئيس ياسرعرفات