حديث ياسر عرفات في المؤتمر الصحافي الذي عقده بالاشتراك مع المستشار كرايسكي والرئيس برانت[1979/7/8]

2015-12-07

باسمي وباسم منظمة التحرير الفلسطينية وباسم الشعب الفلسطيني انتهز هذه الفرصة لأعبر عن شكري لفخامة المستشار كرايسكي وللرئيس برانت على هذه الفرصة التي أتاحاها لي لكي نناقش ونتحدث في كل ما يخص أمورنا المشتركة وقضية الشرق الأوسط التي تعتبر القضية الفلسطينية المحور الأساسي لها وأنا اذكر بشيء من الاعتزاز اللقاءات التي تمت مع الرئيس ومع المستشار كرايسكي سواء أكانت في القاهرة أو في دمشق والرسائل التي تبادلناها سويا في أكثر من مناسبة والتي كانت كلها تصب حول رغبتنا في إيجاد سلام عادل وحقيقي ودائم في الشرق الأوسط سلام مبني على العدل سلام لا يكون فيه شروط ولا يكون فيه غبن للشعب الفلسطيني ولا يكون فيه احتلال للأراضي الفلسطينية وللأرض العربي.

وانطلاقا من ذلك فإننا نرى أن السلام العادل الدائم والحقيقي في الشرق الأوسط هو الذي يأخذ في اعتباراته الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني بما فيها حقه في العودة وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وليس السلام المبني على الاعتداءات العسكرية كما يحدث الآن ضد الشعب الفلسطيني والشعب اللبناني والتي تستخدم فيها احدث الأسلحة وباستمرار المذبحة ضد الفلسطينيين وضد اللبنانيين.

لقد تحدثنا طويلا ولن أزيد أكثر من هذا لكن اكرر شكري الجزيل لفخامة المستشار كريسكي وفخامة الرئيس برانت.

س- ما هو الحل الذي تسعون إليه هل سيكون من خلال الأمم المتحدة أو من خلال جنيف أو أي مكان آخر سيما وان الإسرائيليين يرفضون قراري الأمم المتحدة 338 و 3236؟

ج- طبعا هذه المبادرة التي تقول عنها هي خاصة بالمستشار كرايسكي والرئيس برانت ونحن نثمن أي مجهود يقومون بهوانا كما ذكرت فان كامب ديفيد وأطراف كامب ديفيد هم الذين قتلوا جنيف وذكرت كذلك وأحب أن أضيف أيضا بأنه في نظري وفي نظر م.ت.ف. وفي نظر الأمة العربية التي اجتمعت في بغداد فان ما حدث في كامب ديفيد ليس معاهدة سلام ولكنه صلح منفرد بالإضافة إلى انه لم يجلب السلام للمنطقة وهذا الغارات العسكرية الإسرائيلية بالأسلحة الأميركية على الشعب الفلسطيني والشعب اللبناني جوا وبرا وبحرا والتي بلغت حتى اليوم 84 يوما متواصلا ثم الممارسات في إنشاء المستعمرات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة وإغلاق الجامعات العربية في نابلس وبيرزيت وبيت لحم من القوات العسكرية الإسرائيلية اشف إلى هذا واذكر بكميات الأسلحة المتطورة التي حصلت عليها إسرائيل من الولايات المتحدة الأميركية إن هذا يثير التساؤل هل هناك معاهدة سلام ثمنها هذه الكمية من الأسلحة؟

وكيف تكون الأسلحة ثمنا للسلام؟ وكيف تكون الحرب المستمرة جوا وبرا وبحرا هي طريقة السلام؟ وكيف يكون تحدي قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة في إنشاء المستعمرات طريقا للسلام؟

نحن نرى بالرغم من هذا انه لا بد من بذل مجهود حقيقي من اجل سلام عادل وهذه المجهودات التي يقوم بها المستشار كريسكي والرئيس برانت نحن نثمنها غاليا وندعو العالم اجمع ليكون مجهوده في هذا الاتجاه.

نحن نحترم الأمم المتحدة نحن نحترم ميثاق الأمم المتحدة نحن نحترم قرارات الأمم المتحدة بما فيها قرار 3236 وندعو إلى إقامة هذا السلام من خلال هذه المؤسسة الدولية وبالتعاون الدولي الاممي ومن هنا كانت رغبتنا التي أعلنا عنها في البيان السوفياتي الأميركي حول هذا الموضوع.

س- هل أنت مستعد لتأييد مبادرة سلام من الأمم المتحدة أو الاتحاد السوفياتي؟

ج- الظاهر للأسف انك لم تكن دقيقا في تتبعي لقد قلت نحن دعاة سلام وليس دعاة أن نقبل شروط الاستسلام وقلت نحن نحترم الأمم المتحدة نحترم مجهودات المستشار كرايسكي والرئيس برانت.

س- هل ستسمر م.ت.ف. بعملياتها داخل إسرائيل؟

هل ستسحبون قواتكم من المنطقة الحدودية المحاذية لإسرائيل أم ستحتفظون بها في جنوب لبنان.

ج- يجب أن نتذكر قرارات الأمم المتحدة لجنة تصفية الاستعمار في الأمم المتحدة اتخذت قرارات واضحة انه من حق أي شعب يواجه استعمارا واحتلالا أن يقاوم هذا الاستعمار وهذا الاحتلال بجميع الوسائل مارستم انتم في أوروبا هذا النوع من المقاومة ضد الاحتلال النازي ومارس هذا الاميركان ضد الاحتلال البريطاني ومارسته كل الشعوب التي كانت واقعة تحت الاحتلال من حق شعبنا أن يمارسه كذلك.

إن هذا حق مشروع أقرته جميع المواثيق والقرارات الدولية أما الموضوع الأخر حول انسحاب قواتنا من جنوب لبنان فنحن قد أصدرنا قرارات واضحة وصريحة ونفذناها بإلغاء جميع المظاهر المسلحة الفلسطينية واللبنانية من جميع المدن والكثافات السكانية ومثال على هذا سحبنا قواتنا من مدينة صور أو بمعنى أدق أزلنا المظاهر المسلحة من مدينة صور ولكن للأسف بعد ذلك مباشرة اصدر مجلس الوزراء الإسرائيلي هذا القرار غير الإنساني هذا القرار الإرهابي بالاستمرار بضرب الفلسطينيين في كل مكان وبجميع الوسائل.

وقد استمر للأسف العمل العسكري الإسرائيلي ضد المخيمات الفلسطينية المدنية وضد القرى والمدن اللبنانية بما فيها هذه الأماكن التي ألغينا المظاهر المسلحة فيها واتبع الإسرائيليون سياسية الأرض المحروقة ضد المخيمات الفلسطينية وضد القرى اللبنانية الآن لدينا 600.000 لبناني وفلسطيني اضطروا أن يهجروا الجنوب اللبناني.

إن من حقي أن اسأل أن 60.000 مهجر فيتنامي عملت لهم ضجة أنا عواطفي معهم ولكن من حقي أن اسأل الرأي العالمي ما هي مشاعره تجاه 600.000 لبناني وفلسطيني هجرتهم العمليات العسكرية الإسرائيلية.

س- هل تصلكم مساعدات كافية من الدول العربية لدعم هؤلاء اللاجئين؟

ج- لقد بدأت المساعدات تصل إلى الحكومة اللبنانية ولنا حول هذا الموضوع من بعض أشقائنا العرب.

ولكن من حقي أن اسأل المساعدة من كل الشرفاء ومن كل الأحرار في العالم اجمع ليس فقط في مساعدة المهجرين ولكن من اجل إيقاف هذا العمل الوحشي علينا الذي يستخدمون به الأسلحة المحرمة دوليا مثل النابالم والقنابل العنقودية والمنثارية.

س- هل هناك إمكانية لان تقام دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل؟

ج- لا بد أن اذكر الزميل بقرارات المجلس الوطني الفلسطيني التي تقول وإنني هنا لأنني منتخب من هذا المجلس الوطني انتخابا ديمقراطيا هل لكم الحق أن تكونوا ديمقراطيين في تعاملكم ولا تكون لدينا هذه الديمقراطية هذا المجلس الوطني الذي انتخبني انتخابا ديمقراطيا أنا حريص أن أقول ماذا قرر يقول من حق م.ت.ف. أن تناضل من اجل إنشاء الدولة المستقلة على أي جزء من التراب الفلسطيني يتم انسحاب الإسرائيليين عنه أو تحريره.


فيينا،8/7/1979
(فلسطين الثورة، بيروت، العدد389، 16/7/1979، ص19-21)