حديث صحافي لياسر عرفات يؤكد فيه أن لا سلام في الشرق الأوسط من دون إعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة في تأسيس دولته المستقلة والعودة إلى وطنه.[1981/7/25]

2015-12-07

نشكركم على المشاركة معنا خصوصا في هذه المناسبة الهامة بعد وقف إطلاق النار وبعد أن تمكنا من الانتصار على المؤامرة وان نهزم المعتدين الذين كانوا يحاولون تنفيذاً لقرار وحشي اتخذته الطغمة العسكرية الإسرائيلية إبادة منظمة التحرير الفلسطينية والقوات المشتركة والثورة الفلسطينية.

لقد برهنت الأيام الخمسة عشر التي استغرقتها الحرب الفلسطينية الإسرائيلية السادسة أن لا احد ولا قوة يمكن أن يلغي الرقم الفلسطيني.

نحن موجودون ونحن الرقم الأهم في معادلة الشرق الأوسط ولا سلام ولا حل ولا ثبات ولا امن بالقفز على الحقوق الفلسطينية بما في ذلك حق الفلسطينيين في تأسيس دولتهم المستقلة والعودة إلى وطنهم وعاصمتهم القدس.

س- وردا على سؤال عما إذا كان يتوقع المزيد من الحرب مع إسرائيل وما إذا كان الوضع الحالي وضعا مؤقتا ؟

ج- يبدو أن بيغن وطغمته العسكرية ذكروا أنها هدنة مؤقتة لست أنا من قال ذلك نحن أعلنا أننا سنلتزم بما قلناه أمس في بيان القيادة المركزية للقوات الفلسطينية اللبنانية المشتركة وسنلتزم ببياننا.

من المهم أن تعلموا أن وقف إطلاق النار لا يعني السلام لتحقيق السلام يجب أن يوجد سلام دائم وعادل يأخذ بعين الاعتبار الحقوق الفلسطينية بالعودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة. هذا هو السلام الفلسطيني في ارض السلام.

س- حول ما إذا حدث تغيير في موقف الإدارة الأميركية من منظمة التحرير الفلسطينية؟

ج-لا اعتقد ذلك إنما آمل أن تكون نقطة تحول. رغم أن الإدارة الأميركية هي التي دفعت أدواتها الإسرائيلية وكانوا يعتقدون أن بإمكانهم بهذه القوة العسكرية الضخمة إبادة منظمة التحرير الفلسطينية ولكن القوات اللبنانية الفلسطينية المشتركة كانت طوال الخمسة عشر يوما الفائتة تقاتل لوحدها كل هذه القوات الإسرائيلية الضخمة وأنا أقول إنها قوات أميركية وأؤكد إنها قوات إسرائيلية أميركية.

لان الطائرات التي قصفت بيروت والمدنيين في بيروت كانت طائرات الفانتوم الأميركية والطائرات التي قصفت المدنيين في بيروت وصيدا والنبطية وحاصبيا وصور وجميع أنحاء الجنوب كلها كانت أميركية.

صحيح أنهم يحملون العلم الإسرائيلي ولكن كل أسلحتهم واعتدتهم أميركية. المدفعية والقنابل أميركية بل وحتى الأسلحة الممنوعة مثل القنابل المنثارية والعنقودية وقنابل الغاز والنابالم.

إننا نأمل أن هذا سيساعد في تغيير آراء هؤلاء الموجودين في البيت الأبيض.

س- لكم انتقادات شديدة على قمة أوتاوا ماذا كنتم تنتظرون منها؟

ج- كنا نتوقع أن يوافقوا على مشاريعنا كانت لنا مشاريع نصر عليها مشاريع تؤكد أن للأمة العربية الحق في استعمال جميع وسائلها .

يجب أن نتذكر أن كارتر استعمل خلال أزمة أفغانستان الألعاب الاولمبية والقمح لماذا يتردد العرب إذن في استخدام جميع أسلحتهم بما في ذلك البترول وفوائد البترول وموقعنا الاستراتيجي وسلاحنا المالي والتجاري.

ينبغي أن نتذكر أنهم في أوتاوا لم يذكروا بالحرف أن القضية الأساسية في الشرق الأوسط هي القضية الفلسطينية كانوا يتجاهلون ذلك بشكل تام.

وأنا استغرب كيف يبحثون في حل سلمي بالقفز عن المشكلة الأساسية في الشرق الأوسط. كيف يمكن البحث عن حل بالقفز على الحقائق.

س- لماذا قبلتم بوقف إطلاق النار في هذا الوقت بالذات.

ج- بالتأكيد بسبب جهود الأمم المتحدة ومنذ أيام اجتمعت مع الجنرال كالاهان قائد القوات الدولية في لبنان وقدم لي نداء من رئيس مجلس الأمن ومن الأمين العام للأمم المتحدة الدكتور فالدهايم لذلك يجب أن نتذكر هذه الجهود وجهود الأمة العربية ونحن نعلم أن بعض الدول العربية عملت في هذا الاتجاه لمساعدتنا أيضا.

س- حول تجاوزات الفلسطينيين لوقف إطلاق النار؟

ج- يجب أن نتذكر أنهم ما يزالون يحتلون بلادنا فلسطين ونحن لنا الحق حسب ميثاق الأمم المتحدة وقراراتها بمحاربتهم بجميع الوسائل.

ولكن قبل التحدث عن تجاوزات الفلسطينيين واللبنانيين لا بد من إدراك حقيقة أننا نواجه العدوان الصهيوني من البحر والجو والبر بعنف منذ أكثر من 10 أشهر.

يجب أن تتذكروا أنهم يحتلون بلدنا ونحن في وضع مماثل لأوضاع شعوب أوروبا إبان الاحتلال النازي الفرنسيون على سبيل المثال كانوا يقاومون الاحتلال بجميع الوسائل.

س- هل تلقت منظمة التحرير الفلسطينية اتصالات عبر السعودية من فيليب حبيب أو أية دولة عربية أخرى؟

ج- لقد بذلت المملكة السعودية مجهودا كبيرا وأمس ابلغني السفير السعودي حول المجهودات التي قام بها الملك خالد والأمير فهد.

س- هل يوجد آمل بأن تؤدي هذه الوساطة التي أدت إلى وقف إطلاق النار إلى اتفاق أوسع في الشرق الأوسط يؤدي إلى حل القضية الفلسطينية؟

ج- يجب أن تسأل الآخرين وليس أنا ولكننا نصر أن يتم ذلك عبر الأمم المتحدة ونطالب بالاعتراف بحقوقنا في العودة وتقرير المصير وتأسيس دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس.

س- حول الشروط الفلسطينية لوقف إطلاق النار؟

ج- لنا شروطنا لوقف إطلاق النار ذكرناها للدكتور فالدهايم والجنرال كالاهان.

س- وهل قدم الطرف الآخر تنازلات إزاء شروطكم؟

ج- أنا لا اعرف ذلك

س- وما هي شروطكم؟

ج- شروطنا:

1- أن توقف إسرائيل جميع عملياتها العسكرية البحرية والجوية والبرية ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني.

2- أن لا يستخدم سعد حداد كمظلة لإسرائيل.

3- أن لا تقوم القوات الإسرائيلية المغطاة بمظلة سعد حداد بأية اعتداءات على القرى المغطاة بالقوات الدولية وطبعا بما فيها الاعتداء على القوات الدولية.

س- حول الشريط الحدودي التي يسيطر عليها سعد حداد ؟

ج- أنا أتكلم عن الأرض المحتلة فلسطين والحركة الوطنية اللبنانية هي التي تهتم بشريط سعد حداد هذا متفق عليه في القوات المشتركة.

وردا على سؤال آخر قال

ج- قلنا إننا نحترم وقف إطلاق النار طالما لا يحدث اعتداء علينا.

س- هل يشمل تفسيرك لوقف إطلاق النار عدم القيام بتوزيع قواتكم؟

ج- أنا اعتبر أية أسلحة جديدة أو تدريب مستمر في الجيش الإسرائيلي هو بمثابة اعتداء علينا واعتبر هذا السؤال متحيزا لوجهة النظر الإسرائيلية.

إننا نملك الحق كقوة عسكرية وأتعامل مع القوة العسكرية الإسرائيلية الأميركية على نفس المستوى.

س- سأل احد الصحفيين الأخ أبو عمار ما إذا كان سيزور الاتحاد السوفياتي وقال.

ج- ليس هناك برنامج حالي لزيارة الاتحاد السوفياتي خاصة وان وفدنا كان قبل ثلاثة أسابيع في الاتحاد السوفياتي.

س- هل لديكم رسالة للرئيس ريغان؟

ج- أقول هل اقتنع ريغان بعد حرب الأيام الخمسة عشر أن الشعب الفلسطيني موجود ومنظمة التحرير الفلسطينية موجودة بالرغم انه استخدم جميع الأسلحة الأميركية وأدواته العسكرية في إسرائيل لتصفيتها.

نحن الواقع ونحن الرقم الصعب في معادلة الشرق الأوسط ولا حل للقضية بالقفز على هذا الرقم في هذه المعادلة الصعبة.

وردا على سؤال آخر قال

ج- سأعتبر التحليق فوق قواتنا بمثابة عدوان إسرائيلي وخرق لوقف إطلاق النار وسأتصرف على هذا الأساس .

ربما لا أتصرف معه مباشرة فأنا املك نفسا طويلا وصبرا كثيرا ولكنني أؤمن أيضا أن من يضربك مرة لا بد أن تردها له بضربتين.

س- حول قوات الردع العربية؟

ج- القوات السورية هي قوات ردع جاءت بقرار من الجامعة العربية وبموافقة السلطة اللبنانية.

س- هل وقف إطلاق النار يتعلق بالعمليات عبر الحدود والقصف المدفعي عبر الحدود؟

ج- نحن ملتزمون بما اقره مؤتمر القمة في تونس عام 1979.


بيروت، 25/7/1981
(وفا، ملحق خاص، بيروت، 25/7/1981، ص1-9)