كلمة ياسر عرفات حول اتفاق كامب ديفيد والصمود الفلسطيني [1978/10/26]

2016-01-14

أيها الإخوة في الجبهة القومية أخي كمال شاتيلا
أيها الإخوة في الحركة الوطنية اللبنانية أخي محسن إبراهيم

أيها الإخوة في الثورة الفلسطينية أخي جورج أخي سمير أخي ياسر أخي عبد الرحيم أخي زهير إخوتي في القيادة الفلسطينية .
 

لقد كان المفروض أن يتكلموا جميعا كلمة فلسطين ولكنهم أصروا أن يتكلم كلمة فلسطين شخص واحد وكرموني بأن أتكلم هذه الكلمة كلمة فلسطين

إخواني في يوم من الأيام كنا محاصرين هنا وأتذكر كلمة حبيبة إلى نفسي قالها محسن إبراهيم " إذا لم يكن لكم هانوي هنا فقلوبنا هانوي للثورة الفلسطينية " وأتذكر أيضا أن أخي أبو موسى اتصل بي يوما وقال عندي مفاجأة لك فذهبت عنده وفاجأني بشبلين قدما من الأرض المحتلة ومكثا في الطريق سبعة أيام يأكلون خلالها العشب فسألتهم ما الذي أتى بكم إلى هنا فقالا : سمعنا أن الثورة محاصرة فجئنا نفك الحصار هذا هو شعبنا في الأرض المحتلة وعندما اجتمعوا في مخيم داوود ظنوا أن القرار سينطلي على الشعب الفلسطيني وأنا أقول لهم أن القرار لا يخرج من مخيم داوود لكنه يخرج من المخيمات الفلسطينية أن مؤامرة كامب ديفيد ليست ضد الشعب الفلسطيني واللبناني وليست ضد سورية ولكنها مؤامرة ضد الأمة العربية من المحيط إلى الخليج .
 

لقد وضعوا هدف مؤامرتهم تصفية شعبنا البطل شعبنا المثابر والصامد في الأرض المحتلة ولكننا عندما اجتمعنا في القيادة الفلسطينية كنا ندرك رد أهلنا في الأرض المحتلة وفعلا حصل ما توقعناه فكان الخروج الأسطوري البطولي الذي سجله أهلنا في قطاع غزة والضفة الغربية وأهلنا في الوطن المحتل عام 1948 .
 

إخوتي

أننا نناضل منذ وعد بلفور سنة 1917 إلى الوعد الجديد 1978 الذي منحه السادات لبيغن وكارتر وهنا أريد القول أن وعد السادات فاشل فاشل فشعبنا هو صاحب القرار وشعبنا يتحدى السادات ووعده وأسياده في أمريكا وفي المنطقة .
 

ليعرف القاصي والداني أنني لا أتكلم باسمي شخصيا ولكنني أتكلم باسم جميع فصائل الثورة الفلسطينية باسم جميع مناضلي الثورة الفلسطينية باسم شعبنا في الوطن المحتل وخارجه وليفهم الذين يحاولون فرض قرارات كامب ديفيد ليفهموا أننا قادرون على إحراق الأخضر واليابس لقد قلت هذا خلال جولتي العربية وأقوله الآن هنا في هانوي الثورة الفلسطينية أقوله هنا حيث تتعانق البندقية الفلسطينية واللبنانية هذا العناق الذي يصنع الأسطورة كما صنعها خلال حرب الثمانية أيام في جنوب لبنان.
 

إخوتي

لتكن عيوننا مفتوحة لنكن يقظين فالمؤامرة مستمرة لضرب الثورة الفلسطينية والحركة الوطنية والجبهة القومية وكافة القوى الوطنية اللبنانية يجب أن نفهم ما قاله كميل شمعون من أن هذه "هدنة" وانه يريد الاعتماد على إسرائيل طبعا هو لا يريد الاعتماد على إسرائيل فحسب بل على أمريكيا أيضا .
 

صحيح أن مصر النظام خرجت حاليا من بؤرة الصراع العربي الصهيوني ولكن من خرج ليس مصر بل السادات أن مصر عبد الناصر لا زالت معنا مصر كمال احمد الذي تكلم باسم ضمير مصر في مجلس الشعب المصري وقال أن كامب ديفيد خيانة وعمالة ومصر الشعب لا زالت معنا "وشاور" مصر الحديث سيذهب كما ذهب "شاور" مصر القديم .
 

إخوتي

إن إخراج مصر هو حلم بن غوريون وعندما نرجع إلى مذكراته في كتاب "خنجر إسرائيل" نجده يقول " يجب إخراج مصر من دائرة الصراع ويجب أن نفهم هذا لكي نفهم المؤامرة فالمؤامرة تتكرر في صور متعددة ".
 

وعندما اجتمعنا في قمة الصمود والتصدي قلنا لا بد من إعادة التوازن الاستراتيجي بيننا وبين العدو الصهيوني نعيده بإمكانات عربية وهي كثيرة من خلال الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج نعيده من خلال المقاتل اللبناني وأخيه المقاتل الفلسطيني اللذين صمدا ثمانية أيام في مواجهة ثلث الجيش الصهيوني الذي وصفه قادته بأنه جيش لا يقهر والذي وضع في خطته العسكرية دخول صور والنبطية ولكن أمام صمود المقاتل الفلسطيني واللبناني عجز هو وقادته "غور ووايزمن " عن دخول صور والنبطية فعندما سئل غور عن خسائره الكبيرة قال " ماذا اعمل إذا كان أمامي أناس يريدون الموت ولقد قاتلنا الفدائيون من شارع إلى شارع ومن منزل إلى منزل .
 

هذه الأمثولة هي التي تعيد التوازن في المنطقة العربية ثم أن الشيء الهام في أعادة التوازن في المنطقة العربية هو مزيد من التلاحم مع الأصدقاء مع الدول الاشتراكية وفي مقدمتها الاتحاد السوفياتي .
 

إخوتي

قبل أن احضر إلى هنا تلقيت خبرا وهو مهم لأنه جزء من قرارات الصمود والتصدي هذا الخبر هو تشكيل قيادة عسكرية سياسية إعلامية بين سورية والعراق هذا الخبر مهم لأنه الرد العملي والصحيح لإعادة التوازن وأقول انه يتجاوب مع قرارات الصمود والتصدي لأننا اتخذنا قرارا بتشكيل قيادة سياسية وعسكرية وإعلامية واقتصادية لدول الصمود ثم أن ذهاب الأسد إلى بغداد يشكل هو والإخوة في بغداد استكمالا لقرار الصمود في دمشق وخطوة على طريق تشكيل قيادة عسكرية وسياسية وإعلامية بين دول الصمود وكل القوى الوطنية وكل المثابرين والصامدين في أرضنا المحتلة .

 

إخوتي

الدرب طويل والمؤامرة كبيرة جدا ولكن يا جبل ما يهزك ريح فلا شيء يرعبنا ولا شيء يخيفنا خرج حاكم مصر ولم يخرج شعب مصر.

 

لقد أعلن بيغن في الباري ماتش مؤخرا أن م.ت.ف هي اخطر ما يعترضنا منذ قيام الصهيونية حتى الآن وقبله قال كارتر بان م.ت.ف هي "كوبلكلان ونازية وشيوعية" وقبله السادات أن م.ت.ف تعمل على تخريب خطوات السلام ثم طلعت علينا الإدارة الأمريكية وقالت أن م.ت.ف عبارة عن ماركسيين مسلمين متحالفين مع المعارضة في إيران هذا الكلام ماذا يعني انه ليس مجرد كلمات تقال أو تصريحات انه مسلسل متكامل ويذكرني بما قاله بريجنسكي بعد زيارة السادات للقدس المحتلة "وداعا لمنظمة التحرير الفلسطينية " وكانت الترجمة العملية لدعوة بريجنسكي تحريك ثلث الجيش الصهيوني لتنفيذ القرار الذي صدر في الكنيست والذي نص على إبادة م.ت.ف وقيادتها وقواتها ومبعوثيها في الخارج هذا هو القرار الأمريكي الصهيوني الذي دفعوا من اجل تنفيذ بثلث الجيش الصهيوني لضرب الثورة الفلسطينية وفؤادها الحركة الوطنية اللبنانية.
 

ولكن ماذا حدث؟ لقد فشلت المؤامرة والقرار معا لذلك يجب أن نفهم أن أقوالهم عن م.ت.ف بأنها كذا وكذا ليست إلا عملية تهيئة للرأي العام لتوجيه ضربة جديدة عسكريا واقتصاديا وإعلاميا وسياسيا وعلى مختلف الأصعدة والجبهات.
 

إخوتي

إن م.ت.ف ليست ضد السلام كما يدعون أن م.ت.ف ضد الاستسلام وهي كفيلة بضرب وتخريب كل خطوات الاستسلام أعود فأقول يا جبل ما يهزك ريح ولن يستطيع احد تهديد الثورة الفلسطينية على الأرض اللبنانية هذه الثورة المتعانقة والمتلاحمة مع الشعب اللبناني العربي البطل والثورة تهدد ولا تهدد تهدد أمريكيا ومصالحها في المنطقة .

وإنها لثورة حتى النصر .


بيروت ،26/10/1978
(صوت فلسطين ،العدد 14 ،بيروت ، تشرين الثان