حديث ياسر عرفات حول بعض المسائل الراهنة [1978/10/24]

2015-12-07

 

س- سيادة الرئيس قمم الصمود والتصدي الثلاث لم تستطع إيقاف مبادرة السادات ولم تمنع المفاوضين المصريين من التوجه إلى واشنطن للتوقيع على معاهدة السلام وواشنطن تسعى جاهدة الآن لإقناع الفلسطينيين والعرب لقبول الاتفاق الثاني لاتفاقية كامب ديفيد أي لقبول الحكم الذاتي . أنصار منظمة التحرير الفلسطينية أعلنوا خلال المؤتمرات العديدة خصوصا في بيت حنينا وغزة رفضهم لهذا المشروع ولكن هل تستطيع كل هذه الجهود والنشاطات والمؤتمرات أن تفشل اتفاقات كامب ديفيد المتعلقة بالحكم الذاتي وكيف ستواجهون يا سيادة الرئيس هذه القضية التي تمس منظمة التحرير الفلسطينية مباشرة ؟

ج- أولا أنا اعترض على كلمة رئيس أنا أفضل دائما مخاطبتي بالأخ أبو عمار ثانيا إن الحكم الذاتي الذي يعتبر إحدى نتائج كامب ديفيد الخطيرة لا تمس منظمة التحرير الفلسطينية ولا الشعب الفلسطيني فقط ونما الأمة العربية كلها نحن نقف أمام منعطف تاريخي منعطف مضمونه إما أن تكون هذه الأمة العربية أو لا تكون منعطف إما أن تفرض هذه الأمة إرادتها وتفرض مستقبلها أو أن تقبل هذه الأمة بتعدادها الذي يصل إلى ذ50 مليونا هذا الاحتواء وهذا الاستعمار الجديد وهذه الهيمنة الامبريالية الأمريكية الصهيونية على منطقتنا العربية إما أن تناضل في سبيل وجودها حتى لا تعلنها الأجيال المقبلة وإما أن تستسلم فتعلنها الأجيال جيلا بعد جيل .

فيما يتعلق بنا في الثورة الفلسطينية فنحن مصممون على أن نكتب تاريخنا بأحرف من نور ونار هذا الكلام ليس كلاما إنشائيا وإنما هو كلام العهد والقسم والثورة والنضال نحن الآن في السنة الرابعة عشرة لنضالنا وشعبنا في السنة الثانية والستين لنضاله هذه الثورة الفلسطينية هي آخر ثورة في عمر الشعب الفلسطيني وان شاء الله سوف تصل هذه الثورة إلى النصر هذا الشعب الفلسطيني ليست هذه أول ثوراته وليست أول تضحياته فشعبنا ناضل وما يزال يناضل جيلا بعد جيل وليس هناك من أسرة إلا ومنها شهيدا أو أسيرا أو معتقل أو جريح شعبنا شعب البطولات وشعب الانتصارات إن فينا قوما جبارين قبل أيام قال مناحيم بيغن كلمة مهمة قال إن اخطر ما يواجه الحركة الصهيونية هو منظمة التحرير الفلسطينية وانه يريد التغلب عليها كما تغلبت أوروبا على الحركات التي تقف ضدها.

وأنا أريد أن أقول لمناحيم بيغن بأننا حركة تحرر وطني وان مجرى التاريخ معنا وليس معه وهو وما يمثل حركة رجعية عنصرية إن هذا ليس اعترافي أنا فحسب وإنما هو اعتراف العالم والأمم المتحدة رغم انفه ورغم انف الولايات المتحدة الأمريكية العنصرية والتي عملت جاهدة لعدم صدور مثل هذا الإعلان عن الأمم المتحدة أنهم هم ضد حركة التاريخ وضد مجرى التاريخ ونحن معه . نحن حركة تقدمية تحررية ولذلك سوف ننتصر شاء بيغن أم لم يشأ شاءت العصبة العسكرية الإسرائيلية أم أبت فتلك حقيقة التاريخ ليفهم بيغن انه لن يستطيع التغلب على الثورة الفلسطينية وليتعظ من الوقائع فهو عندما حرك ثلث الجيش الإسرائيلي بأمر من بريجنسكي الذي قال قبل بداية هذا العام (وداعا لمنظمة التحرير الفلسطينية ) كان يظن انه يستطيع القضاء على الثورة الفلسطينية خلال ست ساعات لكنه بعد ثمانية أيام هو الذي طلب وقف إطلاق النار ولست أنا الذي طلبته لقد اعترف بذلك غور وعندما سألوه عن خسائره قال ماذا افعل إذا كان أمامي من يريد أن يموت !!

من المهم أن نفهم جيدا هذه الأشياء قبل أن تسألني إذا كان مؤتمر الصمود والتصدي يستطيع أن يوقف كامب ديفيد أو لا يستطيع فالمنعطفات التاريخية التي تجتازها هذه الأمة لا تؤخذ بالرؤية التاريخية وإلا وقعنا في الخطأ يكفي مؤتمر الصمود انه قال لا للاستسلام ولا للركوع والخيانة ونعم للتصدي نعم للتحدي نعم للتحرير وبغض النظر إن الذي يده في الماء ليس كالذي يده في النار مشكلة الشعب الفلسطيني أن يده في النار ولذا فنحن أكثر الناس معاناة انه قدرنا أن نكون في خط الدفاع الأول عن امتنا العربية وسوف يأتي يوم يحسدنا فيه أبناؤنا على هذا الموقف لماذا؟ لأنه طوبى لهؤلاء الذين يقفون الآن في خط الدفاع الأول عن الأمة العربية إن هذه مسألة تاريخية أسطورية وقدرية لقد جاءنا الصليبيون وانتصرنا عليهم انتصرت عليهم امتنا رغم شاور الوزير الأول لبرهان في ذلك الزمن وافق للصليبيين أن يأخذوا فلسطين لكنه جاء صلاح الدين وغير المعادلة.

أريد أن أقول لك انه قبل أيام أعلنوا أنهم سيقومون بترتيب الأمور من اجل مسألة الحكم الذاتي ولكنهم أمام الضجة الضخمة التي أعلنت رفض الحكم الذاتي راحوا يحاولون رشوة شعبنا بعد أن رأوا أن هذا الشعب يبدي يوما بعد يوم مزيدا من الصلابة مزيدا من التمسك بأهدافه وسوف يتراجعون رغما عنهم فهؤلاء الأمريكيون لا يرون سوى ما يكون عليه موقعك وموقفك لا تصدق ما يقوله كارتر عن حقوق الإنسان حقوق الإنسان التي لا يراها في فلسطين وإنما يراها في منشق وخائن للاتحاد السوفياتي ولذلك نحن نخلق معادلات جديدة شاؤوا أم أبوا هذه المعادلات سنخلقها نحن صمودنا سيخلقها مؤتمر الصمود والتصدي سوف يخلقها مؤتمر الصمود ليس خمسة أطراف مؤتمر الصمود تيار جارف في امتنا العربية يمثله كمال احمد النائب الناصري في مصر يمثله أعضاء مجلس الثورة يمثله التجمع الوطني التقدمي الوحدوي يمثله الجيش المصري الشعب المصري الذي أنجب كل هؤلاء.

س- من ضمن المعادلات التي تحدثتم عنها هناك معادلة للأراضي المحتلة لقد اعتاد المراقبون في الغرب على تقسيم فلسطين أي المواطنين في الضفة وغزة إلى ثلاث مجموعات أنصار منظمة التحرير وأنصار الملك حسين وأخيرا المستقلون نسبة رفض الحكم الذاتي والمشاريع المطروحة تتفاوت بتفاوت الانتماءات إلى المجموعات الثلاث ماذا لو أيدت بعض المجموعات مشروع الحكم الذاتي ؟

ج- أولا أريد أن أقول لهؤلاء الذين يختلقون هذه التسميات موتوا بغيظكم شعبنا كله كتلة واحدة متراصة في الداخل والخارج والتسميات التي يحاول كارتر وبيغن وغيرهما من دهاقنة الامبريالية والاستعمار الحديث والقديم طرحها هي تسميات يحاولون من خلالها أن يحققوا أهدافهم خصوصا أهداف الاستعمار الاستيطاني الذي يمثل المرحلة الأخيرة للاستعمار والذي سوف ينتهي على يد مناضلينا وفي هذه المنطقة العربية.

ينبغي أن تعلم أننا في عصر تحرر الشعوب إن هذه التسميات مرفوضة وأنا آسف لهذا السؤال .!!

س- أنا انقل عن الصحافة في الغرب وليس هذا رأيي .

ج- الصحافة في الغرب في معظمها مباعة للصهيونية العالمية والامبريالية وهي لا تنقل "النقل" الأمين والصادق أنها تقوم بالتعتيم على الانتفاضة الرائعة التي حدثت ضد كامب ديفيد في الأرض المحتلة .

إن شعبنا الرائع الذي كانوا يراهنون على ركوعه مقابل عظمة تلقى له كان رده واضحا وعظيما ضد كامب ديفيد وضد أطرافه الذين يتآمرون على قضيتنا المقدسة إن شعبنا هو المعلم في النضال شعبنا يعلم قيادته ويعلم كوادره دروس النضال ضد الامبريالية وضد الصهيونية وضد العملاء والخونة . ولذا فإن هذه الشعب أينما كان في الضفة الغربية أو في غزة أو حتى في أمريكيا واستراليا أو الأردن أو لبنان أو سوريه أو مصر هو كتلة واحدة متراصة هذا الشعب الذي فقد كل شيء حتى لقمة الخبز استطاع أن يخلق أعظم ثورة بعد الثورة الفيتنامية في عام 1973 قدم لي الفيتناميين في برلين علم الثورة العالمية والثورة الفلسطينية أمينة على هذا العهد عندما ذهبت إلى الأمم المتحدة عام 1974 قلت أنا لا أتكلم باسم الثورة الفلسطينية والثوار الفلسطينيين والشعب الفلسطيني فحسب أنا أتكلم باسم الثوار في جميع أنحاء العالم وباسم جميع الشعوب المضطهدة.

إن هذا الامتداد العميق لثورتنا في العالم ضد الظلم والاضطهاد في فلسطين شيء مهم جدا بالنسبة لنا أن ثورتنا حضارية تمثل نقطة الانعتاق التاريخي والحضاري من الاضطهاد والقهر .

لدينا مثل ابن الذئب يقول لأبيه " مالك يا أبانا نطرح ما نروح الناس تطردنا بتضربنا بالنار والحجارة" قال له الذئب " لأننا لسنا ضعفاء ولسنا قليلين في هذا العالم " لذلك فانا أتحداهم أن يقفزوا عن هذا الشعب الفلسطيني أتحداهم أن يقفزوا عن الثورة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية .

وشعبنا لا يمكن أن يسمى شعب الداخل والخارج فلا احد منهم يقفز عن الإجماع الفلسطيني هناك في كل شعب شواذ والشواذ يؤكدون القاعدة ويحدث هذا الكلام في جميع الأمم والشعوب ولكن تظل القاعدة أن شعبنا يتمسك بالإجماع على النضال ورفض القهر والاضطهاد والاحتلال شعبنا مربط الفرس في الانتصار .

س- أعود قليلا إلى مؤتمر الصمود والتحدي فقد لمست أثناء القمم أن معظم الدول الأعضاء تقف على خطوط الدفاع بمعنى أنها تشعر أنها مستهدفة ولكن هناك شعور بضرورة الهجوم فهل ستقوم منظمة التحرير الفلسطينية بهذا الدور أين وكيف ؟

ج- أولا منذ أن انطلقنا في عام 1965 لم نقف موقف الدفاع بل أننا المبادرون بالهجوم صحيح أننا كنا ندافع في بعض المواقع ولكن دفاعنا تكتيكي وهذا بحد ذاته هجوم وهذا حقنا لأننا حين نقاتل سواء في الدفاع أو الهجوم فان على العالم أن يفهم إننا نقاتل ليس حبا في القتال وإنما لكسر شوكة المؤامرة التي تحاول الوقوف حجر عثرة في نضالنا من اجل تحرير أرضنا وليفهم كارتر وبيغن وكافة القوى الامبريالية أن شعبنا حين يجد نفسه قد حوصر فإنه لا بد أن يحرق الأخضر واليابس وان تتحمل القوى التآمرية تبعه مؤامرتها ضد الشعوب.

وقد أبلغت احد أعضاء الكونغرس الأميركي ذلك حين قابلته مؤخرا قلت له ماذا تعني تصريحات كارتر وبريجنسكي التي تجاوزت أل (17) تصريحا خلال (22) يوما التي يهاجمون فيها منظمة التحرير الفلسطينية وقيادتها .

إن هذا يعني فقط أننا الرقم الأساسي والصعب في هذه المنطقة من هنا يأتي هدف هذه التصريحات.

س- بالنسبة للسياسة الأمريكية فإنه من الملاحظ أن الولايات المتحدة تركز الآن على ضرورة اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بقرار مجلس الأمن رقم 242 لإشراكها في المفاوضات لدرجة أن سوندرز مساعد وزير الخارجية الاميريكي ألمح بأن أمريكيا تقبل منظمة التحرير الفلسطينية أن تقول نعترف بقرار مجلس الأمن ولكن لنا عليه تحفظات ما هو موقفكم من هذه المقترحات؟

ج- إن مطالبة الولايات المتحدة منظمة التحرير الفلسطينية أن تعترف بهذا القرار والأهداف الكامنة وراء هذا التحرك الأمريكي يثبت شيئا جديدا أضيفه على ما سبق أن أعلنته مرارا وتؤكده تصريحاتهم أنفسها وهي أنهم لا يستطيعون القفز عن منظمة التحرير الفلسطينية . إن هذا الطلب عرض علي منذ زمن ولكن هل يتحدث هذا القرار عن حقوق الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية ؟ إن هذا القرار يتحدث عن الشعب الفلسطيني كلاجئين لا على أساس قضية شعب اغتصبت أرضه ووطنه منذ ثلاثين عاما والولايات المتحدة تعمل جاهدة في الأمم المتحدة على إصدار القرارات التي تروق لها دون أي اعتبار لحقوق هذا الشعب وتتمادى في تجاهل هذه الحقوق وتحاول طمسها وتمييعها .

وهنا أتساءل لماذا لا يتمسكون بالقرار رقم 3236 أو القرار رقم 3238 أنهم يكررون اسطوانة كيسنجر المرتبطة مع إسرائيل انه لا يمكن التحدث عن منظمة التحرير الفلسطينية إلا إذا اعترفت بهذا القرار ماذا يعني هذا سوى الالتزام الاميريكي بدعم إسرائيل ولا يهمها الالتزام بقرارات الشرعية الدولية منذ عام 1947 وحتى الآن ولو تصفحنا التاريخ الأمريكي الأسود لوجدناه يغص بالقرارات التي تنتهك حقوق الإنسان وحق تقرير المصير إنهم ينادون بذلك فقط لتجميل الوجه الأمريكي الملطخ بالفضائح أليست هذه فضيحة دولية؟! .

س- وماذا عن الكفاح والعمل الفدائي الفلسطيني ؟

ج- نحن في منظمة التحرير الفلسطينية نقف مع الشرعية الدولية وقد دخلنا الأمم المتحدة بدعم من الشرعية الدولية وبعد انتصارنا في الجنوب اللبناني حاولوا الفصل بيننا وبين الشرعية اللبنانية ولكنني أعلنت موافقة الثورة على البيان السوفياتي الأمريكي المشترك الذي صدر في أكتوبر تشرين الأول عام 1977 لم أكن عدميا ولن أكون كذلك وإنني كقائد ثورة أؤكد أننا لسنا عدميين لان العدمية هزيمة والثورة تعاملت مع الواقع لذلك أعلن المجلس الوطني الفلسطيني أن من حق منظمة التحرير الفلسطينية إنشاء دولتها المستقلة على أي جزء من التراب الفلسطيني يتم تحريره أو الانسحاب عنه وقال المجلس أيضا انه يحق لمنظمة التحرير الفلسطينية الاشتراك في جميع المؤتمرات والاجتماعات الدولية التي تتناول حلا شاملا وعادلا للقضية الفلسطينية يتيح للشعب الفلسطيني ممارسة حقوقه الوطنية بحرية تامة على أرضه .

من هنا فإن الثورة الفلسطينية لن تكون عدمية رغم أننا اكتفينا الآن بالدولة المستقلة.

س- منذ فترة والمطلب الأساسي لكافة فصائل الثورة الفلسطينية يتمثل في الوحدة ولكن هذا المطلب ظل دون تحقيق عملي ولكنني لمست بوادر توحيد للصف الفلسطيني في قمة دمشق وعزيمة قوية على تحقيق هذا الأمر وقد فسره البعض على انه رد عاطفي على مؤتمر كامب ديفيد ؟

ج- إن هذا السؤال يدفع إلى تساؤل آخر وهو هل المقصود بالوحدة الوطنية أن نضع كل التنظيمات الفلسطينية على الساحة في بوتقة واحدة ونصهرها؟ طبعا لا فمثلا ليس ممكنا توحيد الصاعقة والجبهة العربية إلا إذا توحدت سورية والعراق ولكن معجزتنا في الثورة الفلسطينية انه رغم كل الاختلافات فغن هذه التنظيمات موجودة سواء كان هناك اتفاق مع العراق وسورية أم لا ونحن نتفق في أن الهدف واحد وهو تحرير الوطن وعودة شعبنا إليه .

ونحن لو دققنا النظر في منظمة التحرير الفلسطينية لوجدناها تمثل وحدة الفصائل الفلسطينية وهنا أتساءل هل أن الشعب الأمريكي أو المصري أو السوري وحدة واحدة ؟ إن أي شعب من هذه الشعوب لديه حكومة أو كيان أو مؤسسة كذلك فإن الشعب الفلسطيني وحدة واحدة يتمثل في منظمة التحرير الفلسطينية ومن هنا تبرز ديمقراطيتنا ونحن أناس ديمقراطيون ونعشق الديمقراطية وأنا شخصيا أحبذ وأمارس ذلك.إذن ليس الموضوع موضوع التوحيد أو وضعهم في بوتقة واحد وصهرهم فيها إلا أن المهم أن نتوحد ضمن أهداف معينة جميعنا جميع أبناء الشعب الفلسطيني ومؤسساته واقصد فيها المؤسسات سواء كان اتحاد الطلاب في الاتحاد السوفياتي أو في بنغلادش أو الاتحاد العمالي أو الاتحادات التي شكلناها وتم تأطيرها من خلال اتحادات ونقابات والهلال الأحمر في غزة أو اتحاد الصيادلة في القدس أو ناد رياضي في طولكرم مثلا أو جمعية تجار نابلس جميعهم يقولون نعم لمنظمة التحرير الفلسطينية والميثاق الوطني إذن هنالك وحدة تشكل أرضية يجتمع عليها ولكن ما نريده من هذه الاجتماعات هو الاتفاق على برنامج المرحلة المقبلة التي نسميها مرحلة ما بعد كامب ديفيد ويوم الجمعة الماضي اتفقت القيادات الفلسطينية على مشروع هذا البرنامج الذي سيطرح على المجلس الوطني الفلسطيني القادم وعلى كل شعبنا أينما تواجد هذا الشعب لإقراره ليكون هاديا مرشدا لنا في المرحلة المقبلة وهناك شيء آخر هو الوحدة التنظيمية مثلا المجلس الوطني الفلسطيني والمجلس المركزي واللجنة التنفيذية والقيادة العسكرية والمعروف أن جميع  القوات العسكرية الفلسطينية تتبع لقيادة عسكرية واحدة لا يعني هذا أن لا يوجد هناك نشاز فمثلا الدول العربية يحصل فيها نشاز ومشاكل إذن كيف لا تريد أن يقع عندنا إشكالات مشكلة هنا ومشكلة هناك؟

س- علاقات منظمة التحرير الفلسطينية على الصعيد العربي تتراوح بين المد والجزر زرتم الأردن مؤخرا وقيل أن الزيارة كانت فاترة وستتوجهون إلى العراق قريبا ماذا عن العلاقات مع الأردن ثم مع العراق ؟

ج- في الحقيقة لم تكن الزيارة فاترة بالعكس أنا اعتبرها زيارة ناجحة والملك حسين وجه لي دعوة لزيارة الأردن مرة أخرى وقال أتمنى في المرة القادمة أن تأتي وان لا يكون معك احد فقال أنت ببلدك وأنا اعتبر هذه الزيارة ناجحة ونتائجها نتائج جيدة وسنشكل لجنة لمواصلة الحوار الفلسطيني الأردني وأرجو لهذه اللجنة أن توفق في البحث الذي تعمله وهذا كلام طرح في القيادة الفلسطينية واللجنة التنفيذية ونرجو أن يعطي نتائج وثمارا طيبة العراق لها وضع ثان وللأسف ما حدث بيننا وبينهم شيء مؤلم ولكن أرجو أن تكون قمة بغداد مناسبة لمراجعة ماذا حدث منهم تجاهنا وسمعت عبر طريق غير مباشر أن لديهم مثل هذا التوجه ونرجو أن يصل هذا الكلام إلى مرحلة الممارسة العملية وليس فقط تسجيل مواقف وأنا تعودت في هذه المؤتمرات العربية أن لا أكون متفائلا وان لا أكون متشائما ولكن بقدر ما نسعى ونناضل داخل أي مؤتمر بقدر ما نستطيع أن نسجل انتصارات مثلا في مؤتمر الرباط سنة 1974 لقد رأيت كيسنجر في كل زاوية من زوايا المؤتمر هو لم يكن موجودا ولكن بصماته كانت موجودة. واعتبر مؤتمر الرباط 1974 من انجح المؤتمرات العربية لأن مؤتمر آخر في الرباط عقد عام 1969 وكان مؤتمرا مؤلما حيث عقد في حياة المرحوم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.

أقول أن نضالنا في هذا المؤتمر وفي هذه اللحظة الحرجة وهذا المنعطف التاريخي الخطير وان يكون جميع العرب أو من سيجتمع منذ الآن بعض الناس واضعين بعض التحفظات على الاجتماع وهناك عراقيل أيضا وان بعضهم لا يريد الاجتماع أقول من سيجتمع منا في بغداد يجب أن يكون على مستوى المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقنا في هذا الوقت بالذات وأرجو أن يتحقق ذلك .

س- والآن ماذا عن لبنان والعلاقة بين أزمة لبنان وأزمة الشرق الأوسط ؟

ج- أول شيء إنني أريد التعبير عن سروري تجاه نتائج بيت الدين واني اعتبرها ايجابية على الصعيد اللبناني والعربي معنى بيت الدين انه قال لا للقرار الدولي في بلد عربي وهذه نقطة هامة وخطيرة وأنت تعرف الأصوات الشاذة التي خرجت ونادت بالتدويل وغيره أنا أقول بيت الدين فيه شيء واحد هو أن هناك قرارا عربيا من اجل قضية عربية داخلية وهذه نقطة ايجابية في المؤتمر .

وأنا أرجو جميع الأطراف في لبنان أن تنطلق من قرارات بيت الدين باعتبارها أرضية جيدة مناسبة لجميع الأطراف ليتمكنوا من خلق وفاق متواز لبنانيا على جميع الأصعدة من اجل خلق لبنان الجديد ولا شك أن المؤامرة التي بدأها كيسنجر في لبنان بعد ذلك عندما قلت هذا في عام 1975 اتضح الآن مدى تآمر كيسنجر ليس على الشعب الفلسطيني فقط بل على الأمة العربية .

أنا لن أنسى كلمته عندما قال " أنا لن أخون قومي" لماذا لم يقل " لن أخون وطني " إذا كان أمريكا ولكنه قال "قومي" أصله صهيوني أنت تعرف أن في صفوف الثورة الفلسطينية مناضلين يهودا وأظن آخر مناضل الذي اعتقل في إسرائيل وأنت تعرف أن في صفوف الثورة الفلسطينية وفتح بالذات لدينا أقول بلا شك بأن هذه الأصابع والتفاعلات لا زالت مستمرة في لبنان طبعا دخل عليها العامل الإسرائيلي ودائما أقول بأنه يوجد عملاء لأمريكا في المنطقة العربية يتكلمون اللغة العربية وعملاء يتكلمون العبرية.

س- اسمحوا لي أن اخرج قليلا عن قضية النزاع العربي الإسرائيلي اقصد إيران هناك اتهامات رسمية من طهران تقول أن منظمة التحرير الفلسطينية وراء الأحداث الأخيرة ما مدى صحة هذا الكلام ومدى تقييمكم للوضع هناك ؟

ج- أولا إذا كان هذا اتهاما بالمناسبة أنا لا اعتبره اتهاما أنا مع الشعب الإيراني ومع حقوق الشعب الإيراني  ومع أماني الشعب الإيراني  ولكن هناك شيء مهم جدا هذا الشعب الإيراني البطل الذي خرج ويحمل يافطات مكتوب مكتوب باللغة العربية ثورة حتى النصر هذا شعار من ؟ أليس شعار الثورة الفلسطينية شعار فتح مهم جدا ما معنى أن يكتب الشعب الإيراني هذا الشعار؟ أليس هذا هو الجواب العملي الصحيح لبريجنسكي الذي يقول " وداعا يا منظمة التحرير الفلسطينية" أليس هذا الرد الفعلي الذي جاءنا من شعب إيران البطل شعب مصداق هذا شعبا عاديا انه مع الثورة الفلسطينية انه شعب يعتبر قضية القدس قضيته الأساسية والأولى ويعتبر أن قضية الشعب الفلسطيني مثل القضية الإيرانية وأريد القول : إذا كان هناك سبب كما يقولون نحن وراء هذه المظاهرات فعلى الأقل هناك تسعة أسباب نحن لسنا وراءها وراءها الشعب الإيراني وراءها الظلم الذي يعيشه الشعب الإيراني أليس كذلك؟  

[مقتطفات]
بيروت ، 24/10/1978
("وفا" ، ملحق خاص ، بيروت ، 24/10/1978 ، ص 2 )