حديث صحافي لياسر عرفات حول بعض المسائل الراهنة [1977/4/23]

2015-12-07

س- أين أصبحت حرب الجنوب؟

ج- كان واضحا بعد مؤتمري الرياض والقاهرة أن إسرائيل وبعض القوى المحلية في الجنوب سيحاولان تصعيد الموقف وتعكير الأجواء من اجل إفساد مسيرة السلام في لبنان وقد أشرت إلى هذا الموضوع بالذات أثناء انعقاد القمتين المشار إليهما سابقا وأصررت من جانبي على أن توضع هذه الأمور في جدول أعمال القمتين.

وكما يذكر الجميع وردت آنذاك إشارات صريحة إلى الوضع في الجنوب وللأسف بدأت إسرائيل وهذه القوى الانعزالية كما قلت تصعيد الموقف أكثر فأكثر في الجنوب.

وطوال الخمسة أشهر الفائتة كانت المعارك مباشرة بيننا وبين القوات الإسرائيلية التي تتخذ من هذه القوى ستارا لعملياتها العسكرية.

س- وما القصد من ذلك؟

ج- القصد من ذلك هو احتلال شريط على طول الحدود اللبنانية يكون عبارة عن درع أو منطقة تسيطر عليها إسرائيل تحت العلم الانعزالي في محاولة منها لحماية حدودها وتهدد منها بالتالي منطقة الجنوب ككل وتحقق بعض أحلامها في امتلاك جنوب لبنان وخاصة مياه الليطاني وهذه المؤامرة ما زالت مستمرة وكذلك التصعيد العسكري وآخر المعارك التي اضطررنا إلى خوضها نحن وجميع فصائل الثورة الفلسطينية إلى جانب إخواننا في الحركة الوطنية كلها جاءت ردا على عمليات عسكرية مدبرة كانت تهدف بعد احتلال الطيبة والخيام إلى احتلال بنت جبيل ومن ثم الاتجاه بسهمين:

سهم نحو جسر القعقعية على نهر الليطاني وآخر نحو صور هذا في المنطقتين الوسطى والغربية وهناك سهم ثالث يأخذ طريقه نحو حاصبيا ومنطقة العرقوب أو التي تسمى فتح لاند في محاولة لاحتلالها.

س- وكيف كانت ردة الفعل لديكم؟

ج- اضطررنا إلى القيام بعملية عسكرية دفاعية استرددنا معها بلدتي الخيام والطيبة كما رددنا هجوميين عنيفين عن منطقة بنت جبيل وبعد هذه العمليات عرضنا على الرئيس الياس سركيس وقف إطلاق النار في الجنوب وقد اشتركت في هذه المبادرة أطراف عدة: لكن القوات الإسرائيلية استمرت في قصف مناطق عديدة في الجنوب.

وهذا يدل على أن الإسرائيليين يحاولون بين آن وآخر تصعيد العمل العسكري هناك لتحقيق أهدافهم العسكرية سواء كانت على المستوى الاستراتيجي المحلي أو على المستوى الاستراتيجي العربي.

والثابت أن الجنوب هو نقطة إستراتيجية هامة في الصراع العربي الإسرائيلي.

س- غير إسرائيل من له مصلحة في إشعال نار الحرب في الجنوب؟

ج- إسرائيل والقوات المحلية الانعزالية التي تحاول تصعيد الحرب هناك من اجل تسجيل مواقف معينة وبالتالي لزيادة مكاسبها بحيث تشكل هذه المكاسب ورقة رابحة في يدها.

س- لننتقل إلى موضوع آخر ما سبب إصرار الجبهة اللبنانية على تطبيق اتفاق القاهرة مع العلم أن هذا الاتفاق كان مرفوضا من جانبها في وقت سابق؟

ج- استغرب هذه الضجة المفتعلة من جانب الجبهة اللبنانية حول اتفاق القاهرة والقصد منها أن الجبهة اللبنانية تضع تنفيذ الاتفاق كسيف ابتزازي على المقاومة وعلى الرئيس سركيس لان الكل يعرف السلطة اللبنانية الرئيس سركيس اللجنة الرباعية وقوات الردع العربية أيضا إننا نفذنا تقريبا كل اتفاق القاهرة وكل ما التزمنا به تم تنفيذه ربما هناك بعض النقاط التي لم نتفق عليها بعد لكن هذه النقاط لم تؤخرنا عن تنفيذ هذا الاتفاق وعندي بعض الشواهد على ذلك مثلا سحبنا قواتنا كلها من المناطق الشمالية ومن بيروت إلى المناطق التي اقرها لنا اتفاق القاهرة كما أخرجنا القوات النظامية عين جالوت والقادسية مع الأسلحة الثقيلة في إشراف الدولة اللبنانية إلى مصر العربية كذلك أخرجنا المتطوعين الذين جاؤوا أثناء القتال إلى خارج لبنان وفتحنا كل الطرق التي كانت تحت تصرفنا وسلمنا المرافئ التي كانت في أيدينا موانئ طرابلس والجية وصيدا وصور حتى المطار العسكري الذي كان في حوزتنا سلمناه إلى قوات الردع وكل المرافق العامة أعيدت إلى أصحاب الشأن.

وهناك نقطة أنا فخور بها وأحب أن أوضحها ويجب أن تعرف من الجميع وهي أننا قمنا طوال سنة ونصف السنة أثناء الحرب بحراسة البنك المركزي اللبناني وحميناه مما يعني كان حاكما الاقتصاد اللبناني من الانهيار.

وقد قمنا بذلك بناء على طلب رسمي من الرئيس سركيس عندما كان حاكما لمصرف لبنان آنذاك. ولدى تسليم البنك المركزي أخذنا كتابا رسميا موقعا من قوات الردع ومن الموظفين الرسميين في المصرف حول تسلمهم هذه الأخير كمان نحن استلمناه.

وهذه أمور اعتز بها وهي إنني حميت الليرة اللبنانية من أي عبث كان ممكنا أن يترك آثاره عليها.

ومن اجل الليرة اللبنانية خضنا معركة الفنادق لعدم فسح المجال أمام الانعزاليين في التسلل إلى البنك المركزي والسيطرة عليه تمهيدا لنهبه كما نهب مرفأ بيروت وشارع المصارف.

س- وهل التزمت جبهة الكفور بما يعنيها من اتفاق القاهرة؟

ج- الطرف الآخر لم ينفذ حقوقنا في الاتفاق مثلا مهجرونا لم يعودوا إلى الضبية وجسر الباشا وتل الزعتر والمخيمان الأخيران تمت تصفيتهما تصفية كاملة وهذا العمل البربري مناقض لمحتوى اتفاق القاهرة ولم تفتح لنا الطرق المنصوص عليها في الاتفاق ومنها طريق حاصبيا – مرجعيون - الطيبة بل بالعكس أصبحت نقطة نهاجم منها والمفروض حسب الاتفاق أن تكون هذه الطريق مفتوحة لنا وإذا تحدثنا عن إعلامهم نجد أنهم ليسوا فقط ضد أشخاص معينين في الثورة الفلسطينية ولا في منظمة التحرير بل إنهم وللأسف يركزون هجومهم على الشعب الفلسطيني وشتمه ونعته بأقبح النعوت في الصحف (العمل،الأحرار،والنمور) والمستمع إلى الإذاعات الانعزالية يجد أن هناك عملية تحريض واسعة النطاق وتهيئة أجواء وكأنهم يخططون لشيء جديد وكل هذه الأمور هي خرق من جانب الطرف الآخر لاتفاق القاهرة.

س- في إطار اتفاق القاهرة يطالب اليمينيون ومعهم السلطة اللبنانية بإخلاء المخيمات من الأسلحة الثقيلة ما ردكم على ذلك؟

ج- إذا عدنا إلى محادثات ملكارت وحاولنا تطبيقها لوجدنا انه يحق لنا أن نضع الأسلحة الثقيلة (مدفعية مضادة للطائرات وصواريخ مضادة للطائرات) داخل مخيماتنا.

ومع ذلك تنازلنا عن هذا الحق بعدما اعتبرنا أن هناك قوات ردع هي التي ستقوم بهذا الواجب. وإذا أردت تعداد النقاط التي نفذناها من اتفاق القاهرة فهي كثيرة وكثيرة جدا كما هناك حقوق عدة لم نأخذها مع العلم إنها من ضمن هذا الاتفاق.

إذا هذا يعطي صورة واضحة عن خطورة ما يحدث الآن من عمليات افتعال مقصودة أو بالأحرى هناك ضجة مفتعلة حول تطبيق اتفاق القاهرة.

س- هل تعتقد أن الجبهة اللبنانية تنسق مواقفها مع إسرائيل وان هناك خطة جديدة ستبدأ بتنفيذها؟

ج- واضح وواضح ليس لي فقط بل لكل الأمة العربية أن هناك بعض الرؤوس داخل القوى الانعزالية تتعاون مع إسرائيل والأخيرة في كل صفاقة لا تخفي هذا التعاون.

س- سم لنا بعض هذه الرؤوس؟

ج- ما بدي سمي فهي معروفة كالشمس وبعضها مسجل في محاضر جلسات القمتين العربيتين في الرياض والقاهرة.

وحتى عندما كنت حاضرا مؤتمر القمة العربي الإفريقي ذكرت هذا الكلام مشيرا إلى محتواه بالأرقام والأسماء .

والأمة العربية تعرف أن لدينا أدلة ووثائق وقد قدمناها إلى الحكومات وهي حول التعاون اللبناني الإسرائيلي وهذا التعاون يشكل نقطة خطرة سواء في التفكير أو في الممارسة.

س- ألا تعتقد أن هناك دولا عربية غير الجبهة اللبنانية تتآمر على الثورة الفلسطينية؟

ج- لا استطيع القول أن هناك دولا متآمرة على الثورة الفلسطينية لكني مؤمن أن الثورة قد عانت كثيرا في وقت من الأوقات سواء في الأردن أو في غيره.

لكن هذا لا يعني مطلقا إننا كثورة نعيش أسرى عقدة أي عقدة من العقد ومن هنا كان حديثي في مجلسنا الوطني واضحا حول ضرورة إعادة العلاقة بيننا وبين الأردن فالمهم مصلحة شعبنا وثورتنا.

س- وما هي مصلحة المقاومة الفلسطينية والثورة في إعادة العلاقات مع الأردن؟

ج- إذا أردت ذكر مزايا عودة العلاقات بيننا وبين الأردن فهي كثيرة وأهمها أن مليونا ومئة وخمسين اللف فلسطيني يعيشون في الضفة الشرقية كما أن الجبهة الأردنية لها أهميتها على اعتبار أنها أطول جبهة بيننا وبين العدو وهي ملاصقة للضفة الغربية وقريبة من غزة ومن أهلنا الموجودين في الأرض المحتلة.

وعلينا أيضا عدم نسيان قرارات القمة في الرباط وفيها إقرار لمنظمة التحرير الفلسطينية في حق التحرك داخل الجبهات العربية بما فيها الأردن وقد شكلت في العام 1974 بعد مؤتمر الرباط لجنة رباعية (مصر،سورية،الأردن ومنظمة التحرير) لتنفيذ مقررات الرباط ومنها عودتنا إلى الأردن لممارسة مهماتنا النضالية في كافة أشكالها ولا احد في الثورة الفلسطينية يستطيع القول إننا في غنى عن الساحة الأردنية الهامة.

س- معروف أن ساحة الأردن هامة ولا يستغني عنها لكن السؤال: هل سيسمح لكم بممارسة نشاطاتكم النضالية هناك؟

ج- هناك فرق بين من يصنع الحدث وبين من يعيش على أطراف الحدث. وأنا أول من دخل الأردن باسم الثورة الفلسطينية لأقيم قواعد لها فيه.

ومن هذه القواعد اعرف كيفية تواجدي في الأردن وأهميته ومن هنا أنا حريص وفي كل الوسائل على العودة إلى الأردن ولن يوقفني في هذا السبيل أي عائق.

وقطعا سأصادف كثيرا من العقبات لكنها لن توقفني عن متابعة النضال للوصول إلى الهدف وسأحاول أن اذلل كل العقبات أنا وإخواني في اللجنة التنفيذية وفي القيادة الفلسطينية.

س- يقال أن شروطا كثيرة وضغوطا عدة فرضت عليكم للدخول إلى الأردن ما صحة ذلك؟

ج- نحن لسنا في مجال يقال هناك مصلحة للثورة الفلسطينية في العودة إلى الأردن والتواجد في هذا السهل مهما كلف الأمر من تضحيات وسندخل رغما عن كل شيء قد يعترض سبيلنا.

س- لنعد إلى لبنان فقد تردد أنكم اجتمعتم مع بيار الجميل؟

ج- صحيح وأنا حريص أن اجتمع مع كل لبناني للمساعدة في دفع مسيرة السلام على الأرض اللبنانية.

س- وما هي المواضيع التي نوقشت في هذا الاجتماع؟

ج- تحدثنا في مواضيع عديدة منها مسيرة السلام وكيفية المساهمة فيها كذلك في كيفية تسهيل العمل أمام السلطة اللبنانية من اجل إعادة بناء لبنان ومؤسساته ولم ننس موضوع الجنوب وقد عرضت مشاريع ومقترحات ولكن للأسف لم تنفذ حتى الآن ولا اعتقد أن اجتماعا واحدا يفي بالغرض.

س- وهل ستلي ذلك اجتماعات أخرى؟

ج- أنا حريص كما قلت سابقا على الاجتماع مع أي فرد لبناني يرغب في الاجتماع بي ويكون الهدف من هذا الاجتماع دفع مسيرة السلام.

س- الجبهة اللبنانية تقول أن دخولكم في الحرب اللبنانية آخر مسيرة الرجوع إلى فلسطين 25 سنة إلى الوراء؟

ج- للإنصاف يجب أن لا نقول إننا اشتركنا في الحرب بل يجب القول أننا دافعنا عن أنفسنا.

وإذا رجعنا إلى الأدبيات التي كانت تكتب في جريدة العمل وبعض الصحف الأخرى المعارضة للخط الوطني وجدنا أنهم كانوا يحضرون لما جرى فقد بدأت الحرب بمقتل معروف سعد بدأت الحرب في عملية عين الرمانة بدأت الحرب في محاصرة تل الزعتر إذا من هنا يتضح أننا كنا ندافع عن أنفسنا ولم نكن نرغب في استمرار القتال.

ويجب أن لا يغرب عن البال إنني وافقت على 57 وقف إطلاق نار كانت كلها تخرق ويستمر القتال من الطرف الآخر.

وإذا استعرضنا بداية المذابح السبت الأسود ،المسلخ،الكرنتينا،النبعة،برج حمود،الضبية،سبنيه،تل الزعتر،جسر الباشا،والكورة لوجدنا أنفسنا أمام السؤال التالي: إذا كانت الحرب طائفية فماذا فعلت الجبهة اللبنانية في الكورة هذه المنطقة المسيحية التي كان نصيبها من القتل والتدمير والتشريد متجاوزا ما حدث في تل الزعتر وجسر الباشا والنبعة وبرج حمود هذه كلها دلائل تشير إلى ما كان يحدث في الحرب اللبنانية وأعود فأكرر أننا دخلنا الحرب للدفاع عن أنفسنا ليس أكثر.

س- ألا تعتقد أن الحل الفلسطيني قد يتأخر بسبب الحرب اللبنانية؟

ج- لا شك في أن الحرب اللبنانية أثرت ليس فقط على مسيرة الثورة الفلسطينية إنما على المسيرة العربية ككل وفي نهاية المطاف هذه كانت حربا عربية عربية واجزم بأن ما جرى كان محاولة امبريالية صهيونية أميركية لفتنمة الحرب في المنطقة العربية أي تعريب الحرب. ونحن ضد كل هذه القوى من هنا كانت أهمية مؤتمري الرياض والقاهرة ويكفي أننا استطعنا فيهما إيقاف نزيف الدم العربي ف لبنان.

س- ماذا ترى في الموقف الإسرائيلي الحالي من أزمة الشرق الأوسط؟

ج- أنا من أنصار الرأي القائل أن إسرائيل تخطط لضربة عسكرية في المنطقة العربية وعلينا أن نستعد لهذه الضربة المفاجئة.

فالجنرال تال له تصريح مهم جدا أدلى به قبل حوالي الشهرين وجاء فيه: إننا مقبلون على حرب مجابهة مع العرب إما في أواخر 1977 أو في أوائل 1978".

وطبعا مجيء بيريس وهو من الصقور يعني انتصار خط الحرب في إسرائيل وبعد اختيار بيريس لرئاسة الحكومة ظهر تصريح ليغئال آلون قال فيه "أن العرب يخططون للحر" فالمتعمق في ساحات الحرب يعرف أن العكس هو الصحيح.

وعبر تصريحات من هذا النوع تتم تهيئة الرأي العام العالمي لتقبل فكرة كون العرب يخططون للحرب وليست إسرائيل مع العلم أن الذي يخطط للحرب حاليا هم الإسرائيليون.

المهم إننا نعرف الميزان العسكري لديهم بسبب تدفق الأسلحة الأميركية من أيام فورد كيسنجر ولا ننس تصريحات إسرائيل القائلة لدينا القدرة على القتال حوالي أربعة أشهر دون أي دعم خارجي فإسرائيل تحاول أن تستفيد من درس 1973 عندما فرغت أسلحتها من الذخيرة في اليوم السادس أو السابع من الحرب.

س- هل لدى العرب القدرة على مواجهة هذه الطاقات التي ادعتها إسرائيل؟

ج- امتنا العربية فيها من الزخم الشيء الكثير لكن المهم أن نعرف كيف نستفيد من هذا الزخم الكامن لدى مقاتلينا في الأمة العربية التي لم تستخدم حتى الآن أكثر من 15 في المئة من إمكانياتها العسكرية فأهمية ما حدث في حرب 73 أن إسرائيل دفعت كل إمكانياتها على عكسنا تماما.

من هنا أقول: إذا جمعت امتنا العربية قواها فمن الممكن أن يحدث شيء مهم جدا فيغير شكل الخريطة في الشرق الأوسط.

س- تقول : إذا جمعنا كل قوتنا لحدث شيء مهم.

ج- طبعا اشدد على كل قواتنا ففي حرب 73 لم نستخدم كل أسلحتنا فإذا جمعنا كل قوانا كعرب نصبح نحن أقوى بكثير من إسرائيل لكن المهم أن نجمع كل قواتنا العسكرية من المحيط إلى الخليج كذلك قوانا الاقتصادية النفطية والبشرية من هنا انأ متفائل رغم كل ما تقوله إسرائيل.

س- ماذا عن زيارتك الأخيرة إلى موسكو؟

ج- بعد اجتماعات المجلس الوطني الفلسطيني في مصر قابلت الرئيس السادات وأطلعته على زيارتي المزمعة إلى الاتحاد السوفياتي وإنني مهتم بإعادة العلاقات السوفياتية المصرية لأنني اعتبرها علاقة مهمة جدا على المستوى الاستراتيجي لامتنا العربية وهناك في الاتحاد السوفياتي عرضت فكرة التوفيق بين القاهرة وموسكو.

س- وماذا كانت النتيجة؟

ج- لا أحب أن أتكلم عن هذه الرحلة أو عما دار فيها.

س- وجنيف؟

ج- إبريق الزيت؟

س- نعم إبريق الزيت؟

ج- أنا مش شايف في الأفق أي احتمال لعقد مؤتمر جنيف وحتى إذا تم اجتماع جنيف فالإسرائيليون سينفثون فيه سمومهم لكسب الوقت وما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.

لكن مع هذا يجب ألا نظهر أمام العالم أننا متطرفون فعالم القرن العشرين لا يرضى بمثل هذه المواقف.

من هنا أقول يجب أن نكون مرنين ولكن يجب ألا تغيب عن ذهننا الصورة الحقيقية.

س- ما رأيك في وعد كارتر للفلسطينيين؟

ج- لأول مرة يتكلم رئيس أميركي عن وطن للفلسطينيين وكلام كهذا نعتبره خطوة إلى الأمام لكن المهم كيفية التنفيذ الذي يحتاج إلى مجهود كبير ونضال شاق فالكلمات لا تبني وطناً وربما تساعد في هذا السبيل.

[مقتطفات]
بيروت،23/4/1977
(الدستور،لندن،23/4/1977)