حديث لياسر عرفات حول الدولة الفلسطينية ومؤتمر جنيف [1975/7/13]

2015-12-07

س- هل ستقبل بدولة فلسطينية بقطاع غزة والضفة الغربية؟

ج- فلسطين هي وطننا وطن الفلسطينيين ومن حق شعب فلسطين أن يقيم سلطته الوطنية وان يقيم دولته فوق أي شبر من هذا الوطن ينحسر عنه الاحتلال الصهيوني ونحن في هذا الصدد بالذات اتخذنا قرارنا منذ عام تقريبا وذلك في مجلسنا الوطني في دورته الثانية عشرة وهو الذي ينص على أن الشعب الفلسطيني سينضم وسلطته الوطنية المستقلة على أي جزء من تراب الوطن يتم تحريره وانسحاب الإسرائيليين عنه.

س- ألا تعتقد أن تسوية بين مصر وإسرائيل ستكلف الفلسطينيين غاليا؟

ج- ليكن واضحا للجميع ولا سيما في الدول الأوروبية الفرق بين التسويات وبين السلام فالحديث عن سلام يشمل المنطقة ويستمر يعني أن شعب فلسطين قد نال حقوقه الوطنية الكاملة. وأي تسوية لا تدرك أن الفلسطينيين وقضيتهم هما من العوامل الأساسية لنجاحها ولتحقيق السلام من بعدها تكون تسوية فاشلة ومؤقتة ومن المؤكد أنها لن تمضي أي سلام. وكما قلت في خطابي في الأمم المتحدة العام الماضي في الدورة التاسعة والعشرين السلم يبدأ من فلسطين والحرب تندلع من فلسطين.

س- سيتمثل الفلسطينيون في جنيف ماذا تتوقع أن تحصل عليه في مثل هذا المؤتمر وأي خط ستنهجون؟

ج- حتى هذه اللحظات لم توجه أي دعوة للفلسطينيين للمشاركة في مؤتمر جنيف وعندما أقول للفلسطينيين فأنا اعني منظمة التحرير الفلسطينية لأنها وحدها الممثل الشرعي والناطق الرسمي بلسان جميع الفلسطينيين.

وإغفال منظمة التحرير هو نتيجة الموقف الأميركي الإسرائيلي المشبوه والرافض للاعتراف بشعبنا وعدالة القضية التي يناضل من اجلها والذي كشف عنه تصريح سيسكو الأخير عندما طلب من الدول العربية أن تلغي قرارات قمة الرباط وتختار ممثلا للشعب الفلسطيني يتحدث باسمه غير منظمة التحرير الفلسطينية التي وصفها شمعون بيريس بأنها نمر متجول في المنطقة بصورة قط.

ونحن نقول إننا لن نسمح أولا لأي جهة في الدنيا أن تتحدث باسمنا وان تقرر لنا مصيرنا ومن هنا فان مؤتمر جنيف أو غيره لا يملك أن يقرر مصير شعبنا من وراء ظهورنا ونحن حريصون في إطار نضالنا السياسي الذي يسير في خط مواز لنضالنا المسلح المتصاعد أن نطرح وجهة نظر شعبنا وان ندافع عن رؤانا لمستقبل هذا الشعب وتأمين النصر لقضيته الوطنية.

 

[مقتطفات]
(فلسطين الثورة، العدد151، بيروت، 13/7/1975، ص26)