حديث صحافي لياسر عرفات حول الدولة الفلسطينية [1973/6/29]

2015-12-07


لقد كثر الحديث حول موضوع الدولة الفلسطينية في هذه الآونة ومن الضروري أن نلاحظ ما يلي:

1-    لقد كانت نتيجة طرح مبادرة روجرز عام 1970 أن ذر قرن الخلافات بين الدول العربية وأصبح العرب عربين بين مؤيد ومعارض وأيضا مهاجم وفي النتيجة كان ذلك مكسبا كبيرا للعدو الصهيوني وللولايات المتحدة الأميركية التي استطاعت أن تشق الصف العربي.

2-    لقد بدأت فكرة طرح الدولة الفلسطينية وهي طبخة بحص لن يخرج منها شيء ليس في يومنا هذا بل منذ زمن يتجاوز خمس سنوات وكانت هذه الفكرة تضيع ثم تبرز حسب الظرف الذي تمر به المقاومة الفلسطينية والظروف العربية وكذلك الوضع الدولي وما تبع ذلك من مناورات .

3-    من نافل القول أن اذكر إننا لن نتنازل عن شبر واحد من التراب والأرض الفلسطينية ولن نرضى بغير هدفنا الذي حددناه: إقامة الدولة الديمقراطية على كامل التراب الفلسطيني والتي يتعايش فيها المسلم مع اليهودي مع المسيحي بمساواة وعدل دون تمييز أو تعصب لجنس أو لون أو دين.

4-    إن توقيت طرح الدولة الفلسطينية الآن هو مناورة تستهدف بالنتيجة تمزيق وشق الصف الفلسطيني خاصة وقد أكدت الحوادث الأخيرة أهمية الوقفة الواحدة وأعطت دلالات على قدرة المقاومة على تخطي كل التناقضات الثانوية وتجاوزها إلى مرحلة يتجلى بها العمل الموحد.

5-    هناك فرق كبير بين أن نوضح موقفنا أمام شعبنا وأصدقائنا من موضوعة الدولة الفلسطينية وبين أن نتلهى بمحاربة طواحين الهواء على الطريقة الدونكيشوتية فموقفنا الواضح لا يحتاج إلى مجرد تساؤل لأن موقفنا يعتمد أساسا على طموحات وتطلعات شعبنا في التحرير الكامل والعودة وحق تقرير المصير.

 

(إلى الأمام،العدد414،بيروت،29/6/1973،ص8)