حديث ياسر عرفات إلى التلفزة الفرنسية حول الحوادث الأخيرة في لبنان. [1973/5/29]

2015-12-07

س- هل أنت مرتاح للاتفاق المعقود مع الحكومة اللبنانية؟ وهل سيمنع هذا الاتفاق أي صدامات قد تقع بين الفدائيين والجيش اللبناني؟

ج- للحقيقة أنا لا اعتقد أن ما حدث بيننا وبين الإخوة اللبنانيين اتفاقا ولكني اعتبره حوارا بيننا وبين إخواننا اللبنانيين على بعض القضايا خاصة بعد الأزمة التي حدثت بيننا وبينهم أخيرا والأزمة بغض النظر عن أسبابها إنما نتجت عن النيران التي أطلقت في بيروت وخارجها.

ولا شك أن هناك عناصر مجهولة في عدد من الأماكن كانت تدفع بهذا الاتجاه من اجل تصعيد التوتر والأزمة.

ومن جانبنا فقد استطعنا بمزيد من الضبط والربط والسيطرة الثورية بين كوادرنا وبين جماهير شعبنا أن نوقف تطور الأحداث إلى الحد الذي وصلت إليه رغم عنف الهجوم علينا وقساوته بحيث استعملت ضدنا الطائرات والدبابات والمدفعية والرشاشات.

استطيع أن أقول بأننا والمخلصين والشرفاء اللبنانيين قد استطعنا إيقاف الأزمة عند هذا الحد وللحق فان إيقاف هذه الأزمة عند هذا الحد ليس نهاية كل شيء ولكننا نحتاج لفتح حوار مستمر بيننا وبين الإخوة اللبنانيين لتفادي كل ما يمكن أن ينشأ وكل ما يمكن أن يحدث بيننا وبينهم ، ولا يجوز للعقل الفلسطيني والعقل اللبناني وكلاهما يعتز بثقافته أن يستبدلا الحوار بالرصاص لا يجوز إطلاقا ولا نستطيع أن نتصور أن هذا ممكن وإننا نرجو أن يستمر الحوار الذي جرى في أعقاب الأزمة وإننا لا نوافق على تسميته اتفاقا فهو حوار والحوار بيننا وبين الإخوة اللبنانيين سنعمل جاهدين من اجل استمراره.

س- أتعتقد بأن هناك من يستفيد بالتخريب على هذه الاتفاقية؟

ج- ربما.

س- من تعتقد؟

ج- المخابرات المركزية الأميركية والصهيونية.

س- هل تعتقد بان باستطاعتكم منع هذه الخطط؟

ج- إن من واجبنا أن نقوم بمجهود كبير لمنع هذه الخطط.

س- إن الوضع لم ينجل بعد لذا ألا يمكنكم إعطاء تفاصيل أكثر؟

ج- اعتقد انه بدأ ينجلي الآن وانه في كل يوم يظهر بأن الهوة تضيق أكثر وأكثر حتى تختفي نهائيا.

س- لا نستطيع أن نتحدث في الأمور السياسية كثيرا في هذه المرحلة لكنني سأطرح سؤالا شخصيا لقد استشهد ثلاثة من رفاقك في القريب فهل تخاف على حياتك؟

ج- هناك نقطة مهمة جدا يجب أن يعرفها العالم أن الشعب الفلسطيني يريد شيئين وكذلك الثوار الفلسطينيين يفضلون شيئا مهما وهو أن تعيش الأجيال القادمة بسلام وعدل وإخاء في أرضنا الفلسطينية وإننا حين نقاتل فمن اجل الدولة الديمقراطية الفلسطينية.

بالنسبة للموت لماذا انطلقنا في قتالنا وثورتنا الموت لم يعد يخيفنا نحن نرضى بالموت من اجل حياة أجيالنا القادمة.

س- ماذا كان شعورك مؤخرا عندما أصدرت الأمر لرجالك بإطلاق النار على الجيش اللبناني؟

ج- لم نعط أي أوامر بإطلاق النار وان هذا مسجل لدي اللبنانيين في مخابراتنا الهاتفية واللاسلكية بأننا لم نصدر أي أوامر بالهجوم إن الأوامر الوحيدة التي أصدرناها كانت بالرد والدفاع واللبنانيون يعرفون ذلك.

س- ماذا كان شعورك أثناء تبادل إطلاق النار بين الفلسطينيين واللبنانيين؟

ج- بصراحة الألم لأننا إخوة وبكل صراحة أعلن ألمي الشديد لما حدث لكن وضعنا كفلسطينيين يجبرنا بالدفاع عن أنفسنا.

س- ماذا تعتقد بالنسبة لصراعكم مع إسرائيل الآن هل أن الظروف مواتية متى سيقوم الفدائيون بعمليات في الأسبوع المقبل؟

ج- إن الفدائيين يقومون بعمليات يوميا وهذا معترف به في الإذاعة الإسرائيلية يوم أمس أعلنوا عن عملية قام بها ثوارنا بالقرب من تل أبيب إن كفاحنا مستمر حتى النصر.


[مقتطفات]
بيروت، 19/5/1973
(وفا، ملحق خاص، بيروت، 20/5/1973، ص1)