حديث صحافي لياسر عرفات حول واقع الثورة الفلسطينية [1971/3/7]

2015-12-07

إن شعارنا الذي رفعناه ووافق عليه المجلس الوطني هو الدولة الديمقراطية التي تضم كل التراب الفلسطيني أما مشروع الدويلة فان الفلسطينيين يرفضونه بقوة.

إن الأوضاع العربية بتناقضاتها قد خلقت لنا داخل الثورة الفلسطينية قوى ومطلوب منا التوحد معها .

ولكن كيف نلتقي ونتوحد مع قوى لا تلتقي هي مع بعضها فضلا عن أنها لم تلتق على الساحة الفلسطينية.

انه من المستحيل أن تتوحد الثورة مع هذه القوى.

إن الثورة الفلسطينية ليست بمعزل عن الوجود العربي بكل ما فيه من مشكلات وتناقضات إلا أنها رغم كل ذلك تحتفظ بمحور خاص بها يمثل قوتها وصمودها ولولاه لما أمكن تجميع هذه التناقضات في أسلوب توحيدي وليس اندماجيا.

إن الأمر مع ذلك يحتم علينا أن نبحث عن نقائض الثورة الفلسطينية ونحاول القضاء على أسبابها ومن بين هذه النقائض ظاهرة التشرذم وفي سبيل مواجهة ذلك مطلوب ضم كل الشرذمات في إطار قيادة واحدة وصوت واحد.

ومن بين هذه النقائض كذلك ظاهرة رفع بعض الشعارات مثل ذلك الشعار القائل السلطة للمقاومة إن مثل هذه الشعارات استفزت القوى المتربصة بالثورة الفلسطينية وأتاحت لها فرصة التحرك في محاولات ضربها وتصفيتها بدوافع الحقد والكراهية.

إن الثورة الفلسطينية لا تزال محاطة بأعدائها المتربصين بها وهي فضلا عن أنها تواجه المؤامرات العسكرية ومحاولات تصفيتها فإنها تتعرض لحملات إعلامية ونفسية للتشهير.

إن الثورة الفلسطينية تحملت أعباء ضخمة خلقتها أحداث الأردن من بينها أنها تحملت مسؤولية إعاشة وإعالة اسر 3492 شهيدا مدنيا و 10800 جريح مدني تحملت مسؤولية علاجهم بالإضافة إلى مسؤولية إعاشة وإعالة اسر اللاجئين التي دمر 80 في المائة منها تلك الأحداث .

إن الثورة الفلسطينية قد تحملت أيضا مسؤولية إعاشة وإعالة اسر القوى العاملة الأردنية ومعظمها فلسطينية حين ظل أربابها لمدة شهرين بلا عمل في أعقاب أحداث أيلول سبتمبر الدامية وكذلك أهل غزة النازحين إلى الضفة الغربية الذين ظلوا حتى الشهر الماضي فقط بغير عمل.

إن أحداث الأردن رغم ضراوتها وشراسة الهجمة التي تعرضت لها الثورة الفلسطينية قد أكدت قوة هذه الثورة وصلابتها واستمرارها.

إن الثورة الفلسطينية لها علاقات نضالية وثورية على جميع المستويات مع حركات التحرر في مختلف أنحاء العالم بما في ذلك حركة الفهود السود بالولايات المتحدة وكذلك مع حركات اليسار الجديد في أوروبا وأمريكيا اللاتينية.


 [مقتطفات]
القاهرة، 7/3/1971
(الأنوار، بيروت، 8/3/1971)