حديث ياسر عرفات حول بعض جوانب حركة المقاومة الفلسطينية. [1970/11/18]

2015-12-07


س- عبد الجليل دمق (الصباح):

نحن سعداء بلقاء الأخ المناضل نحييه تحيه النضال ونبادر بسؤاله عن صحة الثورة الفلسطينية وإذا قلنا الثورة فمعنى هذا صحة صفوف الثورة وصحة وحدة الثورة ونسأل بالمناسبة عن مشروع وحدة قوى الحركة التي تقاوم في الجبهة وفي النضال السياسي والعسكري؟

ج- أبو عمار:

الحقيقة أن الثورة الفلسطينية ستظل صحتها ليست على ما يرام ما دامت بعيدة عن أرضها ففي الوقت الذي نصل فيه إلى التراب الفلسطيني المحرر نستطيع أن نقول إن صحتنا جيدة وغير هذا سيظل الجسد معذبا وستظل هذه النفس قلقة طالما هي بعيدة عن التراب الفلسطيني المغتصب ولكن بالرغم من كل هذا وبالرغم مما تعانيه الثورة الفلسطينية وبالرغم من الآلام التي تعترض طريقها إلا انه يجب أن نعرف شيئا واحدا: وهو أن طريق الثورات ليس مفروشا بالورد أو الرياحين وهذا الطريق مفروش بالتعب والدم وبأجساد الشهداء نحن كنا نقول كلمة وهي شعار لنا للثورة الفلسطينية إن فلسطين راحت بابخس الأسعار ولنتذكر أن أجدادنا في الحروب الصليبية سقط منهم على أبواب القدس سبعين ألف شهيد من حقنا أن نسال هذا الجيل كم شهيدا سقط دفاعا عن القدس عندما احتلت؟..... وبالرغم من فداحة الثمن الذي دفعناه في أحداث عمان والذي بلغ حوالي 20 ألفا بين قتيل وجريح إلا أن الثورة الفلسطينية خرجت وهي تحمل تجربة غنية تجربة مليئة وتحمل شيئا آخر نحن نقول إن معركة الكرامة كانت إثباتا للثورة الفلسطينية أما معارك عمان فقد كانت إثبات الشعب الفلسطيني .

س- عبد الجليل دمق (الصباح):

صحيح هناك بعض الملاحظين لاحظوا هذه الملاحظة وقالوا أن ثورة فلسطين وما تبعها من مؤتمر القمة وما انعقد من اجله مؤتمر القمة ومن اجل المعركة التي قامت بعمان قد نتج عنها انبعاث الدولة الفلسطينية بقيادة فتح دولة النضال إلا أن دولة النضال هذه قد قيل حولها الكثير وابرز ما قيل كان يدور حول التناثر الموجود في صفوف الثورة مما لا يتماشى طبعا مع مقتضيات الثورة التي رفضت الاستسلام والتي تريد أن تواصل القتال فما هو الحل للقضاء على التناثر في صفوف الثورة؟

ج- أبو عمار:

إنني اختلف معك في نقطة الدولة وللإجابة عليها بعدئذ نحن نقول إننا في ثورة الآن الثورة الفلسطينية يجب أن نعرف شيئا واحدا ونتكلم بصراحة وبعيدا عن الدبلوماسية وعن السياسة الملتوية نحن واقعنا كثورة فلسطينية أن التناقض العربي بحكم الظروف الموضوعية للثورة الفلسطينية تتداخل كثيرا فيما بيننا ولذلك ليس غريبا أن تجد في الثورة الفلسطينية هذه التناقضات وكان أمامنا حلان لحل هذه التناقضات أما أن نستخدم الأسلوب الجزائري وإما أن نستخدم الأسلوب الفيتنامي ونحن فضلنا حتى الآن إن نستخدم الأسلوب الفيتنامي وهذا يعني أن نجمعهم ديمقراطيا في بوتقة واحدة وطبعا هذا الكلام ليس سهلا عندما نطبقه لأننا كما قلت نحن نعالج تناقضات ليست هينة هي تناقضات الأمة العربية التي لا يجب أن تقضي علينا وهذا التناقضات دخلت بطريقة أو بأخرى إلى الساحة الفدائية إلى ساحة الثورة الفلسطينية وعبقرية الثورة الفلسطينية إنها حتى الآن استطاعت أن تثبت أمام كل هذه التناقضات وان تخترق طريقها وان تثبت وجودها المعركة الأخيرة نقول إنها من ضمن الدروس والعبر التي استفدناها وتذكروا أن يوم 16/9/70 أي قبل المعارك في عمان التي بدأت في 17/9/70 ففي 16/9/70 شكلت قيادة وانتخب قائد واحد للثورة الفلسطينية ولرئاسة الأركان طبعا كان الوقت ضيقا لان نجسد هذا الواقع أو هذه القرارات إلى واقع عملي ولكن من خلال المعارك وبعد المعارك استطعنا أن نثبت هذا المفهوم ونرفع شعار وحدة البنادق وهذا الشعار نحن مصممون على أن نرسخه وعلى أن يأخذ المجال الكامل في كل المناطق التي تمارس الثورة فيها عملها سواء كان داخل الأرض المحتلة أو الأرض المحيطة بالأرض المحتلة وهنا نخرج بسؤال آخر وهو هل وحدة البنادق كافي؟ هناك في آراء مختلفة بالثورة الفلسطينية أكون متطفلا أو متجاهلا للحقيقة إذا أردت القول بأننا نستطيع أن نقضي بجرة قلم على كل التناقضات الفكرية أو على كل الخلافات الفكرية ولكن نحن الآن في سبيل وضع حد أدنى يتفق عليه الجميع كميثاق ونحن قد وضعنا ميثاقا في المجلس الوطني الفلسطيني والآن نحن ندرس هذه النقاط كلها لنصل إلى حد أدنى ولنصل إلى حد أقصى ما يمكن الوصول إليه من وحدة الفكر داخل الثورة الفلسطينية ولكننا بالنسبة للعمل العسكري قد حققنا ومصممون على أن نحقق تحقيقا كاملا وحدة البنادق ووحدة العمل العسكري وظهران آثاره في أكثر من مكان وعلى سيبل المثال ما حدث في لبنان فبعد الحوادث التي حدثت في الأردن استفدنا من التجربة وقمنا بعدة تغييرات جذرية وأساسية في لبنان فأغلقنا المكاتب المتناثرة وأبقينا في كل مكان أو مخيم مكتبا واحدا يمثل الثورة الفلسطينية هذا جزء من الوحدة التي نراها ثم قلنا لا يذكر اسم التنظيم الذي قام بعملية عسكرية ولكن تصدر جميع البلاغات العسكرية باسم الثورة الفلسطينية وهذا من خلال وحدة العمل العسكري ونحن على الطريق.

س- عبد الجليل دمق(الصباح):

لو تسمح بالنسبة للعمل العسكري لاحظنا في هذه المدة خلال معركة عمان أن العمل العسكري داخل الأرض المحتلة قد تقلص كثيرا فهل يدل هذا على أن الثورة في داخل الأراضي المحتلة يجب أن تكون علاقتها كبرى مع الثوار الفلسطينيين وهذا ما هو غير موجود حسب ما لاحظناه من العمل العسكري؟

ج- أبو عمار :

بالعكس هذا يدل دلالة أكيدة وواضحة على الرباط العضوي بين أهلنا بالأرض المحتلة وأهلنا خارج الأرض المحتلة فالثورة كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له جميع الجسد بالسهر والحمى ولكن جسد الثورة أصيب في منطقة من مناطقه فبقية الجسم كان تبعا لان الثورة واحدة كانت تعاني في الحرب الدائرة بالأرض فكانت تعاني عملية تصفية ولذلك كل الثورة بكامل إبعادها وبكامل تفرعاتها كانت منصبة ناحية النقطة التي تريد أن تصفي الثورة لان ما حدث في الأردن كان عملية مؤامرة وللأسف شارك فيها بعض الأطراف في الأردن وداخل الجيش وداخل السلطة وهذه المؤامرة نحن نتهم فيها المخابرات المركزية الأمريكية بأنها خططت لها ومولتها ولقد أعلن نفس البيت الأبيض الأمريكي بأنه سيعوض الجيش الأردني كل الخسائر التي لحقته في المعارك الأخيرة ودفعوا لهم أثناء وجودنا في القاهرة خمسة ملايين دولار كدفعة أولى ما حدث في الأردن كان عبارة عن عملية تصفية تريدها العناصر المناوئة والقوى الخفية التي تريد أن تجابه الثورة .

الثورة الفلسطينية كانت في معركة مصير أن تكون أو لا تكون في الأردن قطعا في معركة المصير انشلت فيها أجزاء كثيرة انشلت الأجزاء الموجودة في لبنان لان كلها كانت مشدودة شدا كاملا شلت الأجزاء الموجودة في سوريا ونحن كنا نقاتل في حدود سوريا شلت الأجزاء الموجودة داخل الأراضي المحتلة فيها كانت أنظارها مشدودة إلى ما يحدث من معارك عنيفة وما حدث من معارك أظن إنكم قد اطلعتم عليها من بعض المراسلين الحربيين قالوا كانت اشد بكثير من معارك الحرب العالمية الثانية وأكثر من معارك فيتنام .

س- عبد الحي صغير (لاكسيون):

كنتم قد لمحتم في حديثكم أن الثورة كسبت انتصارا من جراء المحنة الأخيرة في الأردن تقصدون إن الحل الذي وصلتم إليه من شأنه أن يضمن مستقبل الثورة ويدعم كفاحها إلى النصر النهائي.

ج- أبو عمار :

ما من شيء بدون جد والضمانة الوحيدة ترتبط بشيء كم نحن مصممون على هذه الطريقة وكم نحن أقوياء وكم أيدينا قوية على الزناد زناد البنادق التي لولاها لما كان ممكنا أن يستمع إلينا كائن من كان حتى شعبنا ما كان من الممكن أن يسر وراء هذه الثورة لولا أنها أثبتت وجودها .

فإثبات الوجود انطلق أول ما انطلق من خلال ما قدمه هذا الشعب من ضحايا وما تمسك به من تصميم على استمرار النضال والنضال المسلح بغض النظر عن الضحايا التي يمكن أن يدفعها والثمن الذي يمكن أن يدفعه.

أن نقول إن هذا شيء مضمون لا نستطيع أن نقول إن هذا الشيء مضمون والضمانة الوحيدة هي كم أعداء كثر لهذه الثورة والثورة الفلسطينية ثورة غير عادية وأعداؤها كثيرون أعداؤها كثيرون أعداؤها على المجال العربي أعداؤها على المجال العالمي أظن أن المجال لا يتسع كي اذكر كل شيء ولكن أنا لمحت عن هؤلاء الأعداء ليس إلا وهذا يتطلب منا مزيدا من الحذر ومزيدا من اليقظة ومزيدا من الوعي الثوري والانضباط الثوري.

س- المنصف بن فرج(العمل):

إلى جانب الكفاح المسلح هل جندتم لخوض المعركة الدبلوماسية التي تعتمد المراوغة السياسية في هذا المعنى هناك سؤال صغير آخر هل انتم موافقون على المقابلة التي جرت بين الملك حسين ويغئال آلون؟

ج- أبو عمار :

قطعا نحن لا نوافق على المقابلة التي جرت بين الون وحسين إطلاقا ولكن نحن نقول شيئا آخر وهو انه لا يمكن في اعتقادنا على الأقل إن هذا العدو يعطينا شبرا من الأرض من اجل سواد أعيننا وفي اعتقادنا أن هذا العدو الذي هو مبني أساسا على نظرية التوسع منذ أن جاء إلى منطقة عربية لا يريد ولا يبتغي ولا يخطط إلا للتوسع ولما ننظر ونتعمق في دراسة هذا العدو الصهيوني نجد انه مبني على عملية التوسع والعدوان.

الدورة الاقتصادية كل عشر سنوات هناك دورة اقتصادية في إسرائيل كل عشر سنوات وهذه الدورة تيجي تقف عند نقطة لا بد أن تفجر فيها صراعا بينها وبين من حولها لذلك انتم تلاحظون انه كل عشر سنوات لهم معركة مع الأمة العربية.

إنني أقول أن هذا العدو بني على التوسع وبدي أشبهه بالضبط بشركة الهند الشرقية التي بدأت في منطقة في بمباي بالهند ثم توسعت لتصبح قابضة محتلة احتلالا كاملا لكل شبه القارة الهندية أنا أقول إن إسرائيل الآن لا تمثل جسرا للاستعمار والامبريالية في بلادنا فقط ولكنها تمثل الدور الذي مثلته شركة الهند الشرقية اللي بدأت بقاعدة صغيرة ثم انطلقت لتحتل كل الهند .

الآن لما نشوق ونقرأ الوثائق التي عثر عليها في 1956 ونشوف الدوائر التي ترسمها الصهيونية وتخطط للاستيلاء عليها أول بأول نجد أن فيه خط أول وخط ثاني وخط ثالث ليصل لعابها إلى البترول العربي الموجود في الخليج العربي وفي السعودية وفي قطر ثم يصل لعابها كذلك إلى مكة وحتى الآن وبكل وقاحة يتحدثون عن خيبر وغير خيبر .

فهذه الأشياء وعندما نرى أرضك يا إسرائيل من النيل إلى الفرات فليس عبثا عندما تقال أن هناك أحزابا داخل إسرائيل ترفع شعار إسرائيل الكبرى هذا ليس عبثا يا إخوان إذن لا بد أن نعرف طبيعة هذا العدو العدوانية أي هذه الطبيعة العدوانية التوسعية نحن من هذا المنطلق نقاتل لان نحن مؤمنين إننا لن نأخذ شبرا بدون أن ندفع له ثمن ولكن شيئا آخر نقوله وهو أن الحرب وسيلة ومن وسائل السياسة يعني إذا كانوا يريدون الانسحاب من أراضي 1967 نحن لا نقول لهم لا تنسحبوا ولكن نحن نعترض أن يكون الانسحاب ثمنه هو جسد الثورة الفلسطينية أما إذا الدول العربية استطاعت أن تحقق انسحابا من الأراضي التي احتلتها إسرائيل سنة 1967 هل الثورة الفلسطينية ستقول لا طبعا لا نقولها ولكن هي تقول لا إذا كان ثمن الانسحاب كما قلت هو جسد الثورة الفلسطينية أو هو مصالح الشعب الفلسطيني.

س- عبد الجليل دمق(الصباح):

إن إسرائيل كانت تعتمد دائما على خلق القضايا الهامشية لتغطية القضية الرئيسية فهل يكون من مصلحة الثورة الفلسطينية أن تقاوم القضايا الهامشية أو تساعد على حل القضايا الهامشية لان احتلال الأراضي العربية غير الفلسطينية إنما هي قضية هامشية فيكون إذن من مصلحة الثورة أن تساعد على تصفية القضية الهامشية ؟

ج- أبو عمار :

نحن نقول نقطة نحن لا نعترض على أي أسلوب طالما الأسلوب يحفظ الأرض وان هذا الجيل ليس من حقه إطلاقا أن يفرط بالأرض الأرض ليست ملكي ولا ملكك ولا ملك هذا الجيل هذه الأرض ملك الأجيال القادمة نحن ليس من حقنا أن نفرط فيها إن الأجيال القادمة ستسألنا فالعملية ليست هامشية إطلاقا ولكن العملية الهامة أن لا نضيع في الهامشيات على حساب القضية الأساسية .

س- إسرائيل تعتمد دائما القضايا الهامشية ومن القضايا الهامشية ربما التي تعتمدها إسرائيل الأعمال التي تقوم بها بعض العناصر المتطرفة والتي تجعل منها إسرائيل قبة أي حاجة كبيرة كخطف الطائرات مثلا هذه كلها  قضايا هامشية تطمس القصية الرئيسية فما هو موقف الثورة من العناصر المتطرفة التي تخلق هذه القضايا؟

ج- أبو عمار :

نحن أعلنا رأينا نحن ضد هذه الأعمال التي تفيد الثورة ونحن ضد خطف الطائرات لأنها ما أفادت الثورة بالعكس فقد أضاعت لنا رصيدا تعبنا سنوات طويلة حتى نفهم الرأي العام العالمي ما هي حقيقة الثورة الفلسطينية إن كل الثورات العالمية كالفيتناميين يستطيعون أن يسرقوا الطائرات في لحظة ولكن لم يفعلوا ونحن نستطيع أيضا .

س- القضية ليست مسألة اختطاف الطائرات وإنما هي أعمال العناصر المتطرفة فإذا لم يكن اختطاف الطائرات فأعمال أخرى فما هو موقف الثورة من العناصر المتطرفة؟

ج- أبو عمار :

هناك نقطة كما قلت لك حتى الآن نحن نستخدم الأسلوب الديمقراطي داخل الثورة وحتى الآن نحن محققون نجاحات كبيرة في هذا الأسلوب الديمقراطي.

فنحن نحاول أن نقوم اعوجاج من يحاول أن ينحرف بالمسيرة بغض النظر أين يكون الانحراف شرقا أو غربا شمالا أو جنوبا فنحن لا نريد إطلاقا أن يعكر طريقنا أي معكر.

س- محمد قاسم المسدي (شريط الأنباء):

ألا ترون أن التحول الذي سجل في الرأي العام العالمي في الدورة الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة خاصة بعد مصادقتها على اللائحة الافرو-آسيوية المتعلقة بأزمة الشرق الأوسط  ألا ترون أن هذا التحول يعد كسبا للقضية الفلسطينية ؟

ج- أبو عمار :

الحقيقة أننا لا نعتبره كسبا لشيء واحد السنة الماضية نحن أخذنا قرارا أقوى منه وان كان أخذناه على اثر عرض تقرير ميتشيلمور في لجنة اللاجئين ولكن كان القرار رغم انه قوي إلا انه كان من خلال لجنة اللاجئين .

ميزة هذا القرار انه لأول مرة منذ سنة 1951 يذكر كلمة الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية وان كان اضعف من السنة الماضية إحنا نقول بالرغم من إيماننا بالكفاح المسلح كطريق للتحرير إلا انه أي كسب نستطيع أن نحصل عليه سواء في المجال العالمي الرسمي أو في المجال العالمي الشعبي لدى أصدقائنا حتى لدى الناس الذي لا يتفهمون قضيتنا إحنا نعتبره خطوة على الطريق ولكنه ليس كل شيء الشيء الأساسي هو الذي يتعلق بنا نحن كيف نتصرف وقديش إحنا على استعداد أن ندفع تضحيات وان نضحي في سبيل هذه الأرض ونريد أن نرى هذا الغريب الذي أتى من بلاد بعيدة هل هو أكرم أم نحن أكرم في التضحية من اجل هذه الأرض هذه نقطة هامة جدا .

س- الهادي الغالي :

الثورة الفلسطينية دائما متخوفة من جيرانها الدول العربية الأردن حتى سوريا فالصاعقة نفسها التي هي ذات صبغة بعثية وقع حلها حسب الأخبار الأخيرة ، حتى أن أراضي الجولان ليس فيها كفاح كما نرى من المنطلقات التي تنطلق منها الثورة الفلسطينية في الأردن نفسه أريد أن أصل إلى نتيجة أن الثورة الفلسطينية في الظروف الحالية متخوفة دائما من جوانبها كيف تستطيع أن تمركز هذا الاطمئنان ثم سيفرض عليها طول النفس الطويل كم تقدرون يعني طول هذا النفس بتاع هذا النضال ثم ما هو الحل الذي تتصورونه لحل مشكلة الثورة الفلسطينية ؟

ج- أبو عمار :

أنت لم تكن تطالب الثورة التونسية أن تتنازل عن جزء من التراب التونسي نحن ما يقدم الآن لإنشاء الدولة الفلسطينية المسخ يقدم أمام ثمن باهظ وهو أن يوقع هذا الجيل وان توقع الثورة الفلسطينية وان توقع الدول العربية بأن بقية الأرض ليست أرضا عربية إنما هي ارض إسرائيلية هذا هو الثمن المفروض لقاء هذه الأرض . من يستطيع أن يرتكب هذا الجرم.

س- حديثنا عن المرحلية ليس معناه قبول أو رضي بالضفة الغربية هنا المرحلية كمبدأ فقط لا نسأل في الرضى أو الحاجة .

ج- أبو عمار :

في السياسة أو الحرب ليست هناك شعارات ترفع ولكن في هناك ممارسة وفي هناك قواعد ثابتة لا تستطيع الثورة بالذات أن تتخلى عنها وفي نقطة هامة جدا يجب على هذا الجيل أن يظل أناس فيه تقول لن نتنازل عن جزء واحد من هذه الأرض هذا الجيل هذا الطرف هو الطرف الفلسطيني ربما ولكن من الجريمة أن هذا الجيل يرتكب جريمتين الجريمة الأولى انه غير قادر على التحرير والجريمة الثانية انه يقضي على عدم التحرير للأجيال المقبلة أظن إذا كان إحنا هذا الجيل مش قادر يحرر فلا يوقع بالنيابة عن الأجيال المقبلة فليدع للأجيال المقبلة فرصة التحرير .

س- نحن كنا دائما نرفض المرحلية التي تؤدي إلى الطريق المسدود .

ج- أبو عمار :

وبالتالي إذن فالواجب أن توافقنا على رفض المرحلية التي تؤدي إلى الطريق المسدود .

 

في نهاية الحديث الصحافي ألقى الأخ أبو عمار كلمة توضيحية

في الحقيقة في كلمة أحب أقولها لا شك أن تجارب الشعوب وتجارب الثورات تغذي بعضها البعض ولكن لا نستطيع أن نجيب ثورة ثم نضع نسخة تحتها ونطلع ثورة ثانية فلكل ثورة ظروفها الموضوعية ولكل ثورة أجواؤها التي تقاتل من اجلها وان كان ما في ثورة في التاريخ وعلى وجه الأرض إلا وتستفيد بطريقة أو بأخرى من الثورات التي سبقتها هذا فقط اللي قلناه في النقاش وبما انك أعطيتني الكلمة حتى انهي هذه الجلسة الطيبة اللي نحن نشكركم إنكم اتحتوها لنا كي نلتقي بهؤلاء الإخوة ونتناقش هذا النقاش المنفتح العقل والمنفتح القلب والوجدان بما فيه خير القضية الفلسطينية وخير امتنا العربية أنا أشكركم مرة أخرى باسم ثورتنا الفلسطينية وأشكركم كأشخاص وبشكركم كشعب شقيق يعيش معنا ويتألم لألمنا ويفرح لفرحنا وينتصر لانتصارنا كذلك وأنا أقول انه في هذا الوقت أنا أسجل بإعجاب كل ما تصنعه تونس من اجل الحفاظ على مسيرة الثورة الفلسطينية ووجود الأخ الباهي الادغم الآن في عمان هو جزء من هذه المشاركة الوجدانية التي يقفها الشعب التونسي وعندما دعا بورقيبة مؤتمر القمة عندما رأى الدم يسيل في عمان كان جزءا من هذه المشاركة القلبية الوجدانية للحفاظ على مسيرة الثورة الفلسطينية أنا أقول شيئا آخر انه نحن وبالرغم من كل هذه الصعاب فإننا نعاهد شعبنا في تونس ونعاهد امتنا العربية إننا سنحافظ على هذه المسيرة الثورية سنحافظ عليها وسنستمر فيها ونعاهدكم إننا لن نلقي السلاح إلا بإحدى الحسنيين إما الشهادة وإما النصر إن شاء الله .


تونس، 18/11/1970
(الثورة الفلسطينية، العدد31، دمشق، كانون الثاني-يناير-1971، ص5)