كلمة ياسر عرفات في مؤتمر دعم حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف في بلجيكا

2016-01-14

معالي السيد مصطفى نياس رئيس المؤتمر وزير خارجية السنغال

معالي السيد ايريك ديريك وزير خارجية بلجيكا

معالي السيد هينادي يود فينكو رئيس الجمعية العامة لمنظمة الامم المتحدة

معالي الاخ الدكتور عز الدين العراقي امين عام منظمة المؤتمر الاسلامي

السيد ممثل الامين العام لجامعة الدول العربية

معالي السيد كيران برندرجاست ممثل الامين العام لمنظمة الامم المتحدة

فخامة السيد كارلوس ليموس سيموندس ممثل رئيس حركة عدم الانحياز

نائب رئيس جمهورية كولومبيا

اصحاب المعالي وزراء الخارجية وممثليهم اصحاب السعادة السفراء وممثلي الدول الاصدقاء في المنظمات غير الحكومية

ايتها السيدات ايها السادة


يسرني ان اعبر باسم الشعب الفلسطيني وقيادته وباسمي شخصيا عن شكرنا وتقديرنا العميق لمملكة بلجيكا الصديقة ملكا وحكومة وشعبا لاستضافتها هذا المؤتمر الدولي من اجل دعم الشعب الفلسطيني وتمكينه من ممارسة حقوقه الوطنية غير القابلة للتصرف على ترابه الوطني مثمنين عاليا جهودها المستمرة والبناءة  مع شركائها من الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي الصديق الرامية الى دعم عملية السلام في الشرق الاوسط والعمل على انقاذها من المأزق الذي آلت اليه ودفعها الى الامام واعادة بناء واعمار مؤسسات الشعب الفلسطيني واقتصاده الوطني وبناه التحتيه التي دمرها الاحتلال الاسرائيلي .

ويسرنا كذلك ان نعرب عن بالغ شكرنا وعميق تقديرنا لرئيس واعضاء لجنة الامم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف على الدور الكبير الذي يضطلعون به في الدفاع عن الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني وبالاضافة لذلك فاننا نؤكد رغبتنا في ان تحقق فلسطين المشاركة الكاملة في اعمال الامم المتحدة.

كما ويطيب لي ان اتوجه بالشكر والتقدير العميق الى الاخ الدكتور عز الدين العراقي الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي والى ممثل الاخ الامين العام لجامعة الدول العربية على الجهود المباركة والمخلصة التي بذلوها في تنظيم هذا المؤتمر الهام والمشاركة فيه والعمل على انجاحه.

ولا يفوتني في هذا المقام ان اشكر بشكل خاص معالي السيد كوفي عنان الامين العام لمنظمة الامم المتحدة وممثله معالي السيد كيران برندرجاست وكذلك معالي السيد هينادي يودفينكو رئيس الجمعية العامة لمنظمة الامم المتحدة على مشاركتهم في هذا المؤتمر.

ويسعدني ان اتقدم بخالص الامتنان والعرفان الى حركة دول عدم الانحياز ورئيسها فخامة السيد الرئيس ايرنستو سامبير رئيس جمهورية كولومبيا الصديقة والى ممثلة فخامة السيد كارلوس ليموس سيموندس الذي يشاركنا مؤتمرنا هذا تعبيرا عن دعم ومساندة وتضامن حركة عدم الانحياز مع الشعب الفلسطيني ونضاله العادل من اجل استعادة وممارسه حقوقه.

كما ويسرني ان اعرب عن جزيل شكرنا وتقديرنا الى السادة اصحاب المعالي وزراء الخارجية وممثليهم الى السادة اصحاب السعادة السفراء وممثلي الدول الصديقة والى كافة الاصدقاء في المنظمات غير الحكومية على ما يكرسونه من جهد ودعم لنصرة قضية الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية العادلة والمشروعة.

السيد الرئيس

اصحاب الفخامة والمعالي والسعادة

ايها السيدات والسادة

ان انعقاد مؤتمرنا هذا في ظل الظروف الدقيقة والخطيرة التي تمر بها عملية السلام في الشرق الاوسط وعلى كافة المسارات وخاصة المسار السوري واللبناني والفلسطيني يكتسي اهمية بالغة بسبب الجمود الذي يعتري هذه العملية وفشل كافة الجهود الاقليمية والدولية التي بذلت لاحيائها ومن هنا فإن الشعب الفلسطيني الذي ارتبطت قضيته منذ نشأتها الاولى بمنظمة الامم المتحدة يعلق بشكل خاص ومباشر امالا كبارا عليها وعلى المجتمع الدولي بأسره من اجل انصافه وتمكينه من استعادة وممارسة حقوقه الثابتة وفي مقدمتها حقه في العودة وتقرير المصير واقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

فالامم المتحدة تتحمل مسؤولية تاريخية تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته فهي التي صادقت على القرار 181 الصادر عنها والخاص بتقسيم ارض فلسطين الانتدابية من اجل اقامة دولتين احداهما عربية والاخرى يهودية وهي التي اكدت من خلال عشرات القرارات لهيئاتها المختلفة على عدالة وشرعية حقوق الشعب الفلسطيني وحددت كذلك اسس ومرجعية اقامة السلام في الشرق الاوسط لهذا فإن الامم المتحدة تقع على عاتقها مسؤولية دائمة تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة الى حين التوصل الى اقامة السلام المنشود السلام العادل والدائم والشامل الذي يكفل الامن والاستقرار لكافة شعوب دول منطقة الشرق الاوسط ويضمن انهاء الاحتلال الاسرائيلي والمقدسات الفلسطينية والعربية .

السيد الرئيس

اصحاب الفخامة والمعالي والسعادة

ايها السيدات والسادة

يصادف هذا العام مرور خمسين سنة على النكبة التي لحقت بالشعب الفلسطيني واجياله المتعاقبة التي ادت الى اقتلاعه وتشلايده من ارض وطنه وتجريده من كافة حقوقه الانسانية والاستيلاء على ممتلكاته ومقدراته وتعريضه طيلة تلك العقود الخمسة الماضية في الشتات لكافة اشكال وألوان الظلم والقهر والعذابات المتسمرة غير انها كانت ايضا خمسين سنة من النضال المستمر خاضها الشعب الفلسطيني من اجل استعادة هويته الوطنية والحفاظ على وجوده وفي سبيل ممارسة حقوقه المشروعة وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير واقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف حتى يتسنى له الاسهام وعلى قدم المساواة وجنبا الى جنب مع كل شعوب المنطقة وحركات التحرر في العالم في بناء وتدعيم السلام الدائم وتحقيق الامن والاستقرار والرخاء فيها للجميع.

ونحن اذ نستذكر هذه الاحداث والظروف التاريخية القاسية والمريرة التي عانى منها الشعب الفلسطيني طويلا ولا زال يعاني لنحث المجتمع الدولي ومنظمة الامم المتحدة ونناشدكم ايها الاصدقاء وكل محبي الحرية والعدل والسلام والديمقراطية في العالم تكثيف جهودكم الخيرة وتفعليها وبذل جل مساعيكم لمؤازرة الشعب الفلسطيني في نضاله العادل من اجل ترجمة هذه الاهداف النبيلة وحماية سلام الشجعان ولكي يمارس من خلاله استقلاله وسيادته الوطنية أسوة بكافة شعوب الارض.

 ويتزامن هذا العام ايضا مع حلول الذكرى الخامسة لتوقيع اتفاق اعلان المبادىء واقامة السلام العادل والشامل مع حكومة اسرائيل والذي مثل بداية لمرحلة جديدة في الشرق الاوسط وتحولا تاريخيا في مجرى الصراع العربي الاسرائيلي بهدف الوصول الى تحقيق السلام المنشود سلام الشجعان الذي اخترناه عن ايمان وقناعة والذي شرعنا في بنائه مع شريكنا الراحل اسحق رابين ومضينا فيه قدما من بعده مع السيد شمعون بيريز وتابعناه في اتفاق بروتوكول الخليل مع الحكومة الاسرائيلية الحالية.

ان جوهر اعلان المبادىء والاتفاقات التي تلته هو الاعتراف المتبادل بالحقوق المشروعة والسياسية للجانبين وبناء عملية سلام تقود الى تنفيذ قراري مجلس الامن 242و338 وبما يضمن استعادة وممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه الوطنية غير القابلة للتصرف وتحقيق المصالحة التاريخية بين الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي على اساس من المساواة والتكافؤ والاحترام المتبادل كما تضمن الاتفاق الانتقالي ترتيبات المرحلة الانتقالية التي تستمر لمدة خمس سنوات وتهدف الى تعزيز الثقة وبناء الولاية الفلسطينية ونقل الصلاحيات وانسحاب الجيش الاسرائيلي من الاراضي الفلسطينية وخارج المدن والقرى الفلسطينية المحتلة والشروع في التفاوض حول قضايا الحل النهائي وخاصة القدس والمستوطنات والحدود واللاجئين والمياه وغيرها من القضايا الاخرى الدقيقة والحساسة التي يتوقف على ايجاد حلول عادلة ومقبولة لها مستقبل ومصير عملية السلام في الشرق الاوسط كل ذلك من اجل بناء واقع جديد يتمتع فيه الشعب الفلسطيني بزوال الاحتلال الاسرائيلي وبالاستقلال والسيادة وتحقيق الانتعاش الاقتصادي وعلى نحو يكفل الامن والاستقرار لكافة شعوب ودول منطقة الشرق الاوسط.

السيد الرئيس

اصحاب الفخامة والمعالي والسعادة

ايها السيدات والسادة

إننا نواصل العمل من اجل اقامة السلام سلام الشجعان بمثابرة واصرار وقد احرزنا انجازات هامة على هذا الطريق بالرغم من الصعوبات الكبيرة التي واجهتنا ولا زالت تواجهنا ولإحباط  الجهود السلمية المبذولة وقتل عملية السلام في مهدها ولكننا من خلال الوعي والاصرار استطعنا متابعة مسيرة السلام والاستمرار بها الى ان جاء واقع جديد على الجانب الاسرائيلي وهو واقع تميز بغياب الارادة السياسية لحكومة السيد نتنياهو وبتهربها من الاستمرار في عملية السلام بل وتنكرها للاتفاقات الموقعة ولمبدأ الارض مقابل السلام ورفضها تنفيذ هذه الاتفاقات الموقعة واستحقاقاتها العالقة هذا وان هذه الحكومة لتحاول بشكل واضح وصريح وخلق صياغة مرجعيات جديدة لعملية السلام ترمي الى تكريس الاحتلال السارائيلي ونبذ كل ما اتفق عليه وفرض سياسة الامر الواقع والحل الاسرائيلي علينا من خلال اجراءاتها الاحادية الجانب وكذلك تهدف الى املاء ارادتها على الشعب الفلسطيني وقيادته  وحملها على التفريط بأجزاء  واسعة من الارض الفلسطينية المحتلة وخاصة في مدينة القدس الشريف وما حولها غير ان هذه المحاولات لن تفلح ابدا وهي امر مرفوض ولن يقبل بها الشعب الفلسطيني ولا قيادته.

اذ نؤكد على تمسكنا بالسلام كخيار استراتيجي ونبذل كل جهد ممكن لانقاذ عملية السلام واخراجها من الطريق المسدود الذي وصلت اليه لنطالب حكومة اسرائيل بضرورة تنفيذ الاتفاقات المبرمة وبالتزام الاطراف بالشروط التعاقدية لهذه الاتفاقات ونحن من جانبنا سوف نستمر في تنفيذ التزاماتنا بالرغم من الصعوبات الكبيرة الناجمة عن السياسات والمواقف الاسرائيلية المتناقضة مع روح السلام وجوهره وبالمقابل فإنه يتعين على الجانب الاسرائيلي بشكل خاص ان يتم عمليات اعادة الانتشار الثلاثة المتفق عليها وان يمتنع عن القيام بأيه اجراءات احادية الجانب من شأنها خلق حقائق جديدة على الارض تؤدي الى استباق مفاوضات الحل النهائي ورسم خريطة الوضع النهائي من جانب واحد.

ان استمرار الحكومة الاسرائيلية الحالية في سياسة فرض الامر الواقع المتمثلة في مواصلة هدم البيوت ومصادرة الاراضي الفلسطينية وبناء وتوسيع المستوطنات الاسرائيلية غير المشروعة عليها وخاصة في مدينة القدس الشريف وتهويدها وعزلها وحصارها مع مدينة بيت لحم بالمستوطنات وقوات الجيش وطمس معالمها وملامحها الدينية والتاريخية والحضارية وهويتها العربية  الاسلامية والمسيحية وايجاد خلل في تركيبها الديمغرافي من خلال مصادرة هويات المواطنين الفلسطينيين فيها وطردهم منها والعبث والتلاعب بوضعها القانوني وخلق مدينة بديلة في مستوطنة ابو غنيم منافسة لمدينة بيت لحم التي تستعد للاحتفال بالذكرى الالفية الثانية لميلاد سيدنا المسيح عليه السلام وكل هذه الاعمال والمحاولات المحمومة تتناقض مع روح السلام والاتفاقات المبرمة وتهدد بنسف عملية السلام برمتها في المنطقة ومن هنا فإن انقاذ عملية السلام يقتضي من الحكومة الاسرائيلية الوفاء بالتزاماتها وتنفيذ الاستحقاقات المترتبة عليها وفقا لبنود الاتفاق الانتقالي وبروتوكول الخليل وخاصة ما يتعلق منها بفتح مطار غزة واستئناف العمل في الميناء واقامة الممر الامن وفتح المعابر واطلاق سراح الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية وتسهيل العمل في المناطق الصناعية وغير ذلك من المخالفات المتعددة.

ان امتناع اسرائيل عن تنفيذ الاستحقاقات الواجبة عليها اضافة الى انتهاكاتها الاخرى التي لا تحصى للاتفاقات وحملاتها الاعلامية المستمرة ضد السلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني عززت مشاعر النقمة والغضب والاحباط لدى الجماهير الفلسطينية وولدت احساسا بعدم الثقة وقتلت كل الآمال التي انبثقت اثر الشروع في عملية السلام الامر الذي أدى الى نشؤ واقع خطير تجب معالجته فورا وقبل فوات الاوان ومن هذا المنطلق فإننا نهيب بالمجتمع الدولي وبمنظمة الامم المتحدة وهيئاتها العاملة ان لا تسمح باستمرار تعنت الحكومة الاسرائيلية ومماطلاتها وتهربها وان تضع حدا لاستهتارها المتواصل ولضربها عرض الحائط بقرارات الشرعية الدولية وشرعة حقوق الانسان واتفاقية جنيف الرابعة والاتفاقات المبرمة وكما ينبغي على الاغلبية الاسرائيلية التي تريد السلام ان تتحرك وتبادر لممارسة الضغط على الحكومة الاسرائيلية الحالية لحملها على احترام قرارات الشرعية الدولية وتنفيذ الاتفاقات المبرمة والمضي قدما بعملية سلام الشجعان الى غاياتها المنشودة من اجل مستقبل اطفالنا واطفالهم.

إننا نقدر في هذا المجال جهود الولايات المتحدة الامريكية بما في ذلك الجهود الشخصية لفخامة الرئيس كيلنتون ومعالي الوزيرة اولبرايت ونأمل ان نرى استمرارا وتفعيلا لهذه الجهود وتكثيفا لها لضمان تحقيق الالتزام الاسرائيلي بتنفيذ الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها في واشنطن بحضور وتوقيع راعيي عملية السلام وبشهادة وتوقيع الاتحاد الاوروبي والنرويج وجمهورية مصر العربية والاردن وحضور اليابان كما نثمن عاليا ايضا جهود روسيا الاتحادية والاتحاد الاوروبي والصين واليابان واشقائنا العرب والمسلمين ودول عدم الانحياز واعضاء الاسرة الدولية التي تحرص على هذه الاتفاقيات وحرصها على الامن والسلم الدوليين.

إننا نناشد ايضا الاسرة الدولية تحمل مسؤولياتها والقيام بدورها لممارسة الضغوط على الحكومة الاسرائيلية والتوقف عن انتهاكاتها للاتفاقات المبرمة كما نعتقد جازمين ان العديد من الاطراف الدولية المؤثرة والمعنية تملك بالفعل الوسائل اللازمة وفقا للقانون الدولي وطبقا لالتزاماتها القانونية والسياسية والاخلاقية تجاه السلام والتي تؤهلها للقيام بهذا الدور الفاعل والمؤثر والبناء تجاه بناء السلام في الشرق الاوسط.

السيد الرئيس

اصحاب الفخامة والمعالي والسعادة

ايتها السيدات والسادة

إننا نتطلع بأمل وثقة كبيرة الى متابعتكم الجادة لنتائج الدورة الاستثنائية الطارئة العاشرة للجمعية العامة للامم المتحدة وبشكل خاص لعقد اجتماع الخبراء للاطراف المتعاقدة في اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 وذلك للتحضير لعقد مؤتمر حول الاجراءات القسرية لضمان احترام بنود تلك الاتفاقية كما نطمح ايضا الى قيام هيئات منظمة الامم المتحدة الاخرى وخاصة مجلس الامن بواجباتها وفقا لميثاق الامم المتحدة.

ان الحديث عن مجلس الامن وقراراته وعن القانون الدولي يذكرنا بشكل خاص وملح بالازمة الاخرى الراهنة التي يمر بها الشرق والتي يمكن ان تتسبب بالمزيد من المعاناة لشعب عربي اخر ألا وهو الشعب العراقي الشقيق علاوة على النتائج الخطيرة والدمار والويلات التي قد تجرها الازمة على المنطقة بأسرها.

إننا نؤيد وندعو بقوة الى حل سلمي للازمة الحالية حول العراق وذلك على اساس تنفيذ قرارات مجلس الامن واحترام القانون الدولي وبما في ذلك الحفاظ على وحدة وسيادة العراق وسلامته الاقليمية وكذلك إننا ندعم كافة الجهود الحيرة المبذولة للتوصل الى الحل المطلوب بالوسائل الدبلوماسية والسلمية وبالحوار البناء وخاصة ما قام به السيد كوفي عنان من جهد بناء اثمر بتوقيع الاتفاقية الاخيرة بين الامم المتحدة والحكومة العراقية والتي رجحت ما كنا ندعو اليه من خيار سلمي على اية خيارات اخرى.

السيد الرئيس

ايها السيدات والسادة

في غضون عامين سيشهد عالمنا حدثا ذا اهمية فريدة وبالنسبة للانسانية جمعاء ألا وهو الاحتفال بالذكرى الالفية الثانية لميلاد سيدنا المسيح عليه السلام فلقد حبانا الله ان تكون بلادنا فلسطين وتحديدا مدينة بيت لحم مهد السيد المسيح وموقع هذا الحدث البارز في تاريخ الانسانية ونحن اذا نستعد للاحتفاء باستقبال شعاع شمس اليوم الاول لعام 2000 لنأمل ان تكون هذه المناسبة الدينية والتاريخية العظيمة بداية جديدة مفعمة بالمحبة والسلام لعالمنا ولبني الانسان وفاتحة  عهد جديد للشعب الفلسطيني  يكون فيه من اقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

إننا نقوم بالعمل المطلوب نبذل  الجهد اللازم والمستمر ونضطلع فيه بمسؤولياتنا لإمكانياتنا المحدودة ونسهم من خلاله بنصيبنا في التحضير لإحياء هذه الذكرى غير ان هذا لا يكفي ولذا فأننا ندعو الامم المتحدة والمجتمع الدولي ودول العالم الى توجيه وتكثيف الجهود والاسهام معنا لانجاح هذه الاحتفالات الدينية والتاريخية العظيمة لميلاد سيدنا المسيح عليع السلام.

وختاما أتوجه إليكم يا اصحاب الفخامة والمعالي والسعادة ولكافة السيدات والسادة بجزيل الشكر وعميق التقدير المقرون بامتناننا وعرفاننا على مشاركتكم لنا لعقد هذا المؤتمر  الهام الذي عبرتم من خلاله عن تضامنكم ومساندتكم ودعمكم الكريم لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف مهيبين بكم تكريس جهودكم الخيرة وذل جل ما بوسعكم من اجل تجسيد تلك الحقوق على ارض الواقع حتى يتسنى له العيش بحرية وكرامة على ارض وطنه مثله في ذلك مثل كل شعوب الارض ولحماية السلام سلام الشجعان في الارض المقدسة من اجل اجيالنا القدمة ومن اجل اطفالنا واطفالهم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته