نادية لطفي

2015-12-09


ليس من السهل تلخيص وجهة نظري في ياسر عرفات لأنه زعيم قضية كانت وستظل فلسطينية وعربية ومصرية. هناك مواقف للزعيم عرفات أذكرها في نضاله. فخلال حصار بيروت، كانت بداية معرفتي به، كان الاعتداء الاسرائيلي يهددنا في عقر دارنا وفي أرضنا. وكانت التهديدات بدأت تأخذ اشكالاً حادة.

وكنت كفنانة ومواطنة عربية لى دوري لأن الفن سلاح. وكان يجب أن أذهب الى الشعب اللبناني والمقاومة الفلسطينية، فذهبنا وحوصرنا معهم. فى هذه اللحظات شعرنا كعرب بالنضوج وانقشعت غلالة الظلام. وخلال هذه الفترة التقيت بأغلب القادة الفلسطينيين و بياسر عرفات الذي كان دائم الابتسامة والأمل، وكأننا لسنا في حصار أو كأن ليس هناك شيء يهدده. وكانت عنده قدرة على التعامل البسيط والانساني ولا ينقل الينا إلا الشعور بالأمل والبريق الذي لم ينطفئ في عينيه. تكلمت معه كثيراً أثناء وجودنا معاً في حصار بيروت، وعاملني على أنني أرمز لمصر وللفن وللمرأة العربية. واستقبلنا استقبالاً رائعاً في ظروف صعبة. تجربة لن أنساها ما حييت.

وبعدما خرجت المقاومة من بيروت، جاء عرفات إلى مصر وزارني في بيتي وكان هذا شرفا كبيرا لي. هو يشبه غاندي ومانديلا، وأعطى مثلاً للارادة والثبات. وكان محتفظاً حتى آخر لحظة بكبريائه.

*فنانة ونجمة عربية كبيرة