وداعا صديقي - مانع سعيد العتيبة

2015-12-08

وداعاً صديقي 

شعر الدكتور مانع سعيد العتيبة

أخيراً رَحَلْتَ وَرَانَ السُّكونُ 

فهَلْ عَرَفَ الكَوْنُ مَاذَا تكونُ؟

وَهَلْ أَدْرَكَ النَّاسُ أَنَّكَ مِنْهُمْ 

وَيُمْكِنُ أَنّ تَنْتَقيكَ المَنونُ

أَيا يَاسِرٌ إنَّ سِرَّكَ بَاقٍ 

وَلَمْ تَرَ فَحْواهُ بَعْدُ العُيونُ

فَمُنْذُ ابْتَدَأتَ حَسَمْتَ الجِدالَ 

وَعَادَ لِمَنْ جَادَلوكَ اليَقينُ

بِأَنَّ الفِداءَ طَريقُ الخَلاصِ 

وَمَا حَرّرَ الأَرّضَ مَنْ يَسْتكينُ

وَأَطْلَقتَ أَوَّلَ فِعْلٍ جَميلٍ 

لِيُزْهِرَ فَوْقَ الثَّرى الزَّيْزَفونُ

وَكانَ لأُولى الرَّصَاصَاتِ شَأنٌ 

وَبِالفعْلِ لا القَوْلِ تُرعَى الشؤونُ

وَأَعْلَنْتَ زَحْفاً وَفَتحْاَ مُبيناً 

لِتَبْدَأَ ثورَةُ مَنْ لَمْ يَهونوا

سَرَيْتَ إلى عَيْلبُونَ وَكَانَتْ 

بِدايَةَ فَتْحِ الرَّجَا عَيْلبُونُ

وَقدْتَ المَسيَرةَ مِنْ بَعْدِ هذا 

وَكُنْتَ الوَفي الذَّي لا يَخُونُ

فِلسطين كانَتْ غَرامَكَ دَوْماً 

وَمَسْكنُ هذا الغَرامِ الجُفونُ

أخيراً رَحَلْتَ وَرُوحُكَ عَادَتْ 

إلى اللَّهِ وارتَدَّ لِلأرْضِ طينُ

لِيُكْمِلَ رِحْلَتَكَ الأَوْفِياءُ 

وَبالأَوْفياءِ سَتوُفى الدُّيونُ

لقَدْ جَمَعَتْنا صَداقَةُ عُمْرٍ 

وَكُنْتَ لِعَهْدِ الصَّديقِ تَصونُ

عَرَفْتُكَ شَهْماً كَريماً وَفِيَّاً 

وَبَيْنَ ضُلوُعِكَ قَلْبٌ حَنونُ

وَدَاعاً صَديقي وَنَمْ مُسْتَريحاً 

فَفي القَبْرِ لا تَسْتَبِدُّ الشجُونُ

لأَرْضِ فِلسطينَ عُدْتَ أَخيراً 

وَقَدّ أَدْرَكَ الكونُ مَاذا تكونُ